4-
الناس علامات :
ومن بينيه وفرنسا طارت الفكرة والأداة إلى أمريكا ، وتبنى نظرية الذكاء
كشيء موروث ثلاثة أشخاص مشهورين وهم : هـ.هـ . جودادرد ، الذي نقل
مقياس بينيه إلى أمريكا ، وشَيّء الذكاء باعتباره فطرياً ثابتاً ؛ ول.م
تيرمان الذي وضع مقياس ستانفورد - بينيه للذكَاء ، وحلم بمجتمع
عقلاني توزع فيه المهن والحرف على الناس حسب علاماتهم في مقياس الذكاء
؛ ول.م يركيز الذي أقنع الجيش الأمريكي بفحوص الذكاء ، مما أدى إلى
صدور قانون تقييد الهجرة لسنة 1924 م الذي خفض عدد المسموح لهم بالهجرة
إلى أمريكا من البلدان الفقيرة جينياً .
وللحقيقة والتاريخ يجدر بنا أن نتوقف هنا للتذكير بالفروق الرئيسية بين
بينيه وتيرمان، فبينيه كان يصر على إجراء فحوصه على يد فاحص متدرب ولكل
تلميذ على حدة في كل مرة ، ولذلك لم يستخدم فحوصه كأدوات لتسويقها
جماهيرياً أو للتدريج العام للناس .
أما هدف
تيرمان فقد كان فحص كل إنسان ، وفي مجموعات ، لأنه كان يأمل ببناء سلّم
لقياس الذكاء عند جميع الأطفال ، وتعيين مرتبة أو درجة لكل منهم عليه ،
وموقع له في الحياة يَتلاءم معها .
لقد ظل
تيرمان - مثل سيرل بيرت البريطاني – يتلاعب بالبيانات والمعلومات
والإحصاءات بالحذف والإضافة والتزييف لجعل مقياسه مقنناً وبحيث يحصل
الطالب العادي على علامة مئة في كل سنة من عمره ، بتساوي عمره العقلي
مع عمره الزمني . وبهذا الوسيط
Mean
والانحراف المعياري بمقدار خمس عشرة -
ست عشرة درجة في كل عمر زمني الذي فبركه ، أصبح مقياس ستانفورد – بينيه
المرجع الرئيس إلى اليوم لمقدار لايحصى من فحوص الذكاء الجماهيري التي
سارت على منواله ، بالحجة غير الصادقة التالية : بما أن مقياس ستانفورد
– بينيه يقيس الذكاء، إذن فكل مقياس مكتوب يترابط معه بقوة يقيس الذكاء
.