النتيجة الرابعة :
وإن التعلم
يتأثر كثيراً بالانفعال والعاطفة لدرجة أن بعض العلماء تحدثوا عن
الذكاء العاطفي والدماغ العاطفي . وان للعواطف دوراً مزدوجاً في التعلم
الإنساني :
أ- إيجابي
:
بمعنى أنه إذا كانت العاطفة المرتبطة بالخبرة قوية كان تذكرها قوياً
.
ب- وسلبي
: بمعنى أنه إذا كانت العاطفة قوية أكثر من اللازم أو إذا انطوت على
تهديد للمتعلّم نقص التعلم أو ضعف .
7- وإن 15- 20% من الصغار (والراشدين) الذين يعانون من صعوبات التعلم
بينهم عباقرة وموهوبون . ومع أن تشخيص هذه الصعوبات طبي إلا
أن علاجها تربوي . إن مساعدة الطلبة في التغلب عليها ممكن بالتشخيص
الطبي والتدخل المدرسي المبكرين , بالإضافة إلى التفهم الأسري بخاصة من
الوالدين إلى جانب محاربة الخرافات والأوهام وسوء الفهم المحيط بها
وبأصحابها . إن الهدف النهائي للتشخيص والعلاج أو التدخل عدم وضع اللوم
في ضعف التحصيل على الطالب ، ووصفه بالكسل والخمول بسبب الصعوبة ، بل
مساعدته على التغلب عليها للنجاح في المدرسة والحياة . ومن حسن
الحظ تصدي كلية الأميرة ثروت - في عَمّان في الأردن - لهذه المهمة
بإعداد الكوادر المؤهلة اللازمة وتدريب المعلمين والمعلمات على
اكتشافها وعلاجها عبر مركز صعوبات التعلّم .
8- وإذا كان الأمر كذلك ، فإنه ليس بقدرة أحد - ولا يحق لَه - جعل جميع
الأطفال متماثلين في التعلم . وكما يقول هوارد جاردنر في كتابه الشهير
عن الذكاء المتعدد (Frames
of Mind: The Theory of Multiple
Intelligences 1983)
إن ما يجعل الحياة مثيرة أن كلاً منا لا يملك القوة نفسها في جميع
الذكاءات ، فكما أن لكل منا شكله ، فإن لكل منا دماغه وعقله ، ولكن
بيئة التعلم الغنية والتعليم الإبداعي أو الخلاق قادران على زيادة
التعلم عند جميع الطلبة. وعندئذ قد يستخدم القياس
– في نظري –
للتقييم من أجل التقويم، أي كوسيلة لإطلاق إمكانات المتعلم وتعزيزها
من خلال التربية والتعليم المؤاتيين، لا
لإلقاء مسؤولية التحصيل على
المتعلم وانتهى الأمر.
9-
لا أحد ضد المستويات العالية من التحصيل والأداء وقياسها بقصد
تحسينها ورفعها إلى المستوى المطلوب ، ولكن ذلك يتطلب مناهج تتحدى
الطلبة إيجابياً مبنية عليها ، ومعلمين ومعلمات معدين لتلبية متطلباتها
، واستراتيجيات لمساعدة الطلبة على بلوغها ، وأشكال جديدة من التقييم
والاختبارات التي تهدف إلى التشخيص أولاً بقصد العلاج والتحسين ثانياً
، ومساءلة المدرسة على أي تقصير وليس إدانة الطلبة عليه ثالثاً ، وإلا
بقيت المدارس مصانع للفشل . وبعبارة أخرى فإنه إذا كان من حق المؤسسات
أو الشركات عقد الامتحانات وإجراء الاختبارات للمتقدمين إليها ممن
تنتجهم مؤسسات التعليم للعمل فيها لاختيار الأنسب منهم لأعمالها، فإنه
ليس لمؤسسات التعليم مثل هذا الحق على طلبتها، لأن مهمتها إعدادهم
لتلبية متطلبات العمل والحياة ، ومن ثم يجب أن يكون هدف الامتحانات
والاختبارات التي تجريها قياس مدى نجاحها في هذا الإعداد كيلا تطلقهم
للعمل ناقصي الإعداد ، أي وهم يعانون من عيوب تربوية
مصنعيه (Educational
Manufacturing defects)
يجب عليها سحبهم من سوق العمل إذا تبين أنهم مصابون بها .