3-
الناس أشكال :
وبعد سيطرة العلاقة بين حجم الجمجمة أو الرأس كدليل على مستوى الذكاء
على المرحلة ، حدثت نقلة قوية نحو اتخاذ سلوك الأسلاف مرجعاً لتفسير
السلوك
الإجرامي للأحفاد (Atavism
Theory)
كما يعكسه الشكل القردي (Apishness)
للمجرمين ، وإن تطور الجنين يلخص التطور البيولوجي للبشرية (
النظرية
التلخيصية
Recapitulation
Theory )
وإن الفرد يتسلق شجرة عائلته.
إذن فالجريمة وراثية كما ادعى لومبروزو
- عالم الجريمة الإيطالي الشهير في أواخر القرن التاسع عشر
- فالوحوش والمتوحشون يولدون مجرمين، والمجرمون عنده ليسوا سوى قردة
تعيش بيننا
.
لقد ظلت النظرية التلخيصية إحدى أهم النظريات المؤثرة في الفكر العلمي
في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين
، وكان سيجمون فرويد أحد أعلام هذه النظرية
. وقد حاول إعادة بناء التاريخ البشري من عقدتي "أوديب والكترا" عند
الأطفال .
كما قدمت النظرية لكل عالم راغب في تصنيف البشر إلى أعلى وأدنى معايير
غير قابلة للمقاومة ، فسلوك الجماعات المتخلفة شبيه بسلوك أطفال
الجماعات المتفوقة ، وقد تم وضع نظرية تشريحية لتصنيف الأجناس والأفراد
حسب شكل الجسم والأطراف وليس حجم الجماجم والرؤوس فقط .
وبذلك خدمت النظرية التلخيصية فكرة أو فلسفة الحتمية البيولوجية عندما
صارت تقارن الجماعات المتخلفة والطبقات الدنيا والمرأة
- بالمعيار
الغربي
- بالأطفال الذكور للبيض، فالمتوحشون والنساء يشبهون عاطفياً الأطفال
. ثم امتدت النظرية إلى الفن فصار فن ما قبل التاريخ يقارن بخرابيش
أطفال البدائيين ، مما جعل استعمار أمريكا وإفريقيا وآسيا مقبولاً
ضميرياً أو أخلاقياً ، بل وضرورياً أيضا ً.
إلا أن ستيفن جي جولد - عالم البيولوجيا
والتشريح والمؤرخ الفيلسوف ، يتساءل: لكن لماذا ينسبون سلوك العنف عند
بعض الناس إلى خلل في الدماغ أو الشكل، ولا ينسبون فساد أعضاء الكونجرس
والرؤساء إلى مثل ذلك ؟ هل نلوم الضحية أم نزيل الظلم ؟