مقدمة:


نظام التربية والتعليم بوجهٍ عامٍ ، والامتحانات – بأنواعها وأشكالها - بوجه خاص ، موضوع شائك ، ليس من السهل تقديم جواب شاف فيه يقطع قول كل خطيب ، فالموضوع أشبه بصيغة Figure منبثقة عن خلفية (Back ground) ثقافية معينة تتداخل في تكوينها ، وتتحالف وتتصارع ، جملة من العوامل : الأيدلوجية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والعملية ، والتكنولوجية .

 

إنني على يقين أن الكثرة الكاثرة من الناس على دراية بأثر هذه العوامل منفردة ومجتمعة في التربية والتعليم عموماً ، وفي الامتحانات خصوصاً ، لكنني في السعي للكشف عن الحقائق والأوهام سأقدم عرضاً موجزاً لتاريخ اختبارات الذكاء في الغرب ، وما اعتورها من تزييف وألاعيب ، والمغالطتين اللتين بنيت عليها لأننا بنينا - ولا نزال نبني - أنظمتنا التربوية وامتحاناتنا العامة (الصيغة) على منوالها ، كما سأطرح عدداً من التحديات والإشكالات والأمثلة والاقتراحات للنقاش .

 

1- الناس معادن :

أذكركم – إن كنتم ناسين - بالجمهورية "الفاضلة " التي قسم فيها أفلاطون الناس إلى ثلاث فئات :

أ. فئة الفلاسفة أو الحكام .

ب.   فئة المساعدين .

ج. فئة الجنود والعمال .

وأضاف أفلاطون على لسان سقراط في محاورته مع جلوكون... "وسنقول للناس إنكم أخوة ، لكن الله جعلكم مختلفين ، فبعضكم جعله يملك قوة العقل أو الأمر ، لأنه مزجهم بالذهب . وبعضكم جعله مساعداً لأنه مزجهم بالفضة ، وبعضكم جعله جندياً أو عاملاً لأنه مزجهم بالنحاس أو الحديد" . وأضاف سقراط مخاطباً جلوكون : "ولكن كيف سنجعل الناس يصدقون هذه الخرافة ؟"

يجيب جلوكون :  "ليس الآن . ليس في هذا الجيل ولكن أبناء هذا الجيل وأبناء أبنائه وذريتهم سيصدقونه" .

  بتصرف من (Stephen Jay Gould, The Mismeasure of Man (1981

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية