10- وعليه فإن تدريج الطلبة بموجب مقاييس الذكاء ذات البعد الواحد، أو
حتى العديدة الأبعاد ، بما في ذلك الاختبارات المقننة مثل سات واحد
وسات اثنين وغيرهما ، ليس سوى قياس للتحيز الاجتماعي لمصمميها ، وإلا
ما سمي امتحان سات بسات أي باختبار القابلية
Scholastic Aptitude Test،
ثم عُدّل لتغطية هذا التمييز بتسميته : اختبار تقييم الطالب (Test Student
Assessment)
ثم عدل للمرة الثالثة ليسمى باختبار تقييم التحصيل (Achievement Assessment Test
Student)
ومع هذا فإن من يُعد لهما - على حساب أمور أخرى مهمة – يمكن أن ينجح
فيهما. ومن يملك مهارات تقديمهما ينجح أفضل .
11- لكن السؤال هو : إذا كان كل من سات واحد وسات اثنين ،
أو امتحان
الثانوية العامة ... يقيس المقدرة الثابتة والدائمة للطالب والطالبة ،
فهل نستطيع اعتبار العشرة الأوائل فيه كل مرة عباقرة أو موهوبين ، أم
طلبة مجتهدين زيادة عن غيرهم حبتين ، أم محظوظين – إجمالاً - بفرص
أسرية واجتماعية واقتصادية وثقافية
أفضل من غيرهم ؟ هل يمكن أن يكون
الطالب عبقرياً أو موهوباً في هذا الخليط العجيب من المواد ؟ هنا يجب
أن نتذكر دور الدروس الخصوصية المكلفة في النجاح في
الامتحان والجامع
المشترك الأعظم لمتطلباته وهي المعلومات والحفظ والتذكر، "والذكاء "
الوحيد الذي يخاطبه ؟
يرى
ستيرنبيرغ في كتاب له بعنوان:
(Beyond The IQ : A
Triarachi Theory of Human Intelligence,1984)
"أن القدرات والسلوكات اللازمة للنجاح في الامتحانات غالباً ما تكون
مضادة للسلوك الموهوب". بل أن بعض المربين مثل جودي أبي تذكر في مقالة
لها في مجلة (Educational
Leadership , May 1984)
"أنه لا يوجد أطفال موهوبون، بل توجد سلوكات موهوبة ، وان السلوك
الموهوب لا يقتصر على قلة مختارة
، بل يتجلى في أي وقت وعند أي طفل (غير معوق عقلياً) ويظهر حسب حاجة
الطفل إلى التحدي والانجاز" .
12- إن الامتحانات المدرسية والعامة منذ بدء العمل بها إلى اليوم ذات
طابع فردي مركز جداً , مما يجعلها تشجع على نشوء الفردية والأنانية
ورسوخهما في نفوس الطلبة ، وانتقالهما معهم إلى الحياة العامة ،
وبالمقابل وبحجة التجديد والتطوير نطلب دوماً من المدرسة تبني أساليب
جديدة في التعليم من أجل تعلم أفضل ، مثل التعلم التعاوني (لا
التنافسي) وتوظيفه في الأنشطة الاجتماعية ، والمسرحية ، والفنية
والرياضية... المتعارضة في هدفها وأثرها مع طبيعة الامتحانات المعمول
بها بل والمتناقضة معها ، مما يجعل التعليم أو التعلّم أفضل .
13- تصلح المعايير الموحدة للإنتاج السلعي لتلبية متطلبات الجودة ، لكن
هل هدفنا - كمربين وتربويين ومعلمين ومعلمات - جعل الطلبة متماثلين
كالسلعة المنتجة بالجملة ؟ ربما كان ذلك سارياً إبان الثورة الصناعية
عندما أخذت المدرسة شكل المصنع وخط الإنتاج فيه ، وربما كان مطلوبا
بالنسبة للمهارات الأساسية كالقراءة والكتابة ومبادئ الحساب والعلوم...
ولكن المعايير في الصناعة أشبه برحلة جوية إلى هدف معين عند جميع
المسافرين . أما المعايير في التربية والتعليم فأشبه بشواخص على الطريق
في رحلة لا تتوقف يذهب فيها كل مسافر إلى هدفه الخاص كما يقول
شارل م. ريجيلوث في مقالة له عن المعايير التربوية(Phidelta
Kappan ,
November 1997
) وإذا كان الأمر كذلك يضيف : "يجب تفصيل التعليم حسب حاجات المتعلم (Customize
Learning)
لا معيرة التعليم أو تقنينه وإخضاع جميع الطلبة لمعيار واحد (Standardized
Learning)
يجب عند اللزوم استخدام المعايير لدعم التفصيل"
( كما في تفصيل الملابس
وغيرها ) .