ما الفرص التي توفرها المدرسة للصغار ليصبحوا ماهرين في استخدام
مختلف أشكال العرض أو التعبير ؟ وأعني بذلك مختلف نظم الرموز التي
يشكل البشر من خلالها الخبرة ويعطون المعنى . فأنواع المعاني التي
يحصل عليها المرء من الشِّعر ليست أنواع المعاني التي يحصل عليها من
النثر أو الرموز أو الإشارات
الافتراضية . وأنواع المعاني التي
يُعبَّر عنها بالموسيقى ليست كأنواع المعاني التي يعبر عنها بالفنون
البصرية . لمعرفة معاني هذه التعبيرات يجب أن نعرف كيفية قراءتها .
إنها عمليات نفسر بها معنى المادة التي نعرض ونبنيه . فقراءة النص
ليست عملية لإزالة أو فك شفرته فقط ، بل عملية لترميزه ( تشفيره )
أيضاً .
ما الفرص المتاحة للتلاميذ لصياغة أهدافهم وتصميم طرق لبلوغها ؟ هل
توفر المدرسة للصغار الظروف الملائمة المتدرجة مع عملية النضج ، وبحيث
تزداد الفرص لصياغة أهدافهم وتصميم طرق لبلوغها ؟ لقد عرف أفلاطون
العبد مرة فقال : إنه الشخص الذي ينفذ أهداف شخص آخر .يجب مساعدة
الصغار لتعلم كيف يحددون أهدافهم .
وهل توفر المدرسة فرصاً للتلاميذ للعمل التعاوني لمعالجة
المشكلات التي يعتقدون أنها مهمة ؟ وهل نستطيع تصميم مدارس بحيث
ننشئ
مجتمعات من المتعلمين الذين يعرفون كيف يعملون مع بعضهم البعض؟ وهل
نستطيع تصميم مدارس وغرف صفوف بحيث يكون التعاون فيها جزءاً مما تعنيه
كلمة تلميذ؟
وهل توجد في المدرسة فرصة للتلاميذ لخدمة المجتمع بطرق غير مقصورة على
اهتماماتهم الشخصية فقط؟ وهل تساعد التلاميذ على إقامة مشروعات
تخرج عن نطاق
اهتمامهم الذاتي ؟ إنني بحاجة لمعرفة ذلك لأعرف فيما
إذا
كانت المدرسة جيّدة أم لا ؟
إلى أي مدى أو درجة يُعطى التلاميذ الفرصة للتعمق في حقول ذات علاقة
بقابليتهم أو
اهتماماتهم ؟ وهل تم صقلها ؟ وهل ننظم الوقت بحيث يتوزع
الطلبة على أساس
الاهتمام والرغبة لا على أساس السن ؟
لجعل هذه الإمكانيات واقعاً لا بد من معالجة مشكلات توزيع الوقت
والمسؤوليات . إننا بدون معرفة المهم لن نطرح أسئلة عن توزيع الوقت .
يجب - أولاً - معرفة ما هو مهم تربوياً لنتمكن من ذلك .
هل يشارك التلاميذ في تقييم أعمالهم ؟ إذا كان الأمر كذلك فكيف
يشاركون ؟ إنه لمن الأهمية بمكان للمعلمين فهم ما يفكر فيه تلاميذهم
تجاه أعمالهم ، فهل نستطيع تصميم ممارسات
تقييميه يتاح للتلاميذ فيها
مساعدتنا ؟
إلى أي مدى ينغمس التلاميذ في الأعمال التي يقومون فيها في المدرسة ؟
هل يشعرون بالرضا عن الرحلة العقلية؟ كم تلميذاً يأتي إلى المدرسة
مبكراً وكم تلميذاً يفضل لو يأتي متأخراً أو لا يأتي أبداً ؟ إن
للدوافع القائمة
وراء مثل هذه الاختيارات علاقة بالرضا ، فالرضا
ينتج أسباباً لعل شيء ما .