هناك
مشكلات كثيرة أخرى ولكننا نبحث عن رصاصة الرحمة معتقدين أنها توجد في
المعايير والمقاييس أو الامتحانات (العامة) ، فتصبح رسالتنا إلى
التلاميذ أن ما يهم هو علامتهم في الامتحان .
ونتيجة لذلك يبتكر التلاميذ والمعلمون طرقاً للنجاح في الامتحانات بأقل
تعليم وتعلّم . مثل الغش ومساعدة المعلمين المراقبين للامتحان
التلاميذ الذين يقدمونه ليحصلوا على علامات أعلى . إنه ضغط يحطّ من نوع
الخبرة التي ينبغي اكتساب الطلبة لها من المدرسة .
لعلّ الأبعاد الرئيسة لمنحى تقنين التعليم بالامتحانات يلّون مناخ
المدرسة لا محالة . إنه يروّج للتوجه نحو السعي لأهداف خارجية ذات
قيمة كمية . وبدوره يؤدي
إلى اهتمام التلاميذ بتعلم ما يرفع
علاماتهم وكسب "تقدير" معين. وحتى في جامعة ستانفورد يَضغط عليّ الطلبة
لتحديد المطلوب منهم بالضبط للحصول على تقدير ( أ ) في المادة ، مما قد
لا يكون له أي صلة بالحياة العقلية أو الثقافية القائمة على المجازفة ،
والاكتشاف ، واللاّيقين والتأمل ... عندما نخلق ثقافة مدرسية تقوم على
الترويج لتوجه ضيق بين الوسيلة والغاية ، فإن مثل هذه الثقافة تُعيق
تطوير الخطاب الثقافي بمعنى الانغماس في حب الاستطلاع والاهتمام
بالأفكار المتحدية .
ويطلبون منك – دائماً – البديل ، وربما لا يوجد – لحسن الحظ – بديل
كفيّ أو فاعل لأن التقييم المفيد تربوياً يحتاج إلى وقت . إنه عمل معقد
وكثيف العمالة (Labor
Intensive)
وبارع وبخاصة إذا لم يُستخدم التقييم لتدريج التلاميذ أو اليافعين ، بل
لتوفير المعلومات لتحسين عملية التعليم والتعلّم .
إن الثّمن الذي يدفعه المرء لتوفير طرق عديدة للتلاميذ للتعبير عما
تعلموه يعني اختزال القياس . إن القياس يتناقص عندما نزيد من انتباهنا
لكل تلميذ . والقياس أو المقارنة في الفن بغيضة لأن (تقدير) الفن يتطلب
تقدير ميزاته الفريدة .
وفي سعينا لتحسين المدرسة جعلنا التعليم كارثة أو مصيبة بمعنى أننا عبر
عملية التقنين جعلنا التربية
– المرهفة واللطيفة والمعقدة الناقلة
للثقافة والمحققة للذات –
مجرد سلعة . لقد تحولت التربية من تنمية
إنسانية تلبي الحاجات الشخصية
والمدنية إلى مُنتج للمنافسة به في السوق الاقتصادي العالمي ، كما
أصبحت المدرسة أمكنة أو مصانع لإنتاجه بالجملة .