لكن
ما أبعاد هذا المنحى في الإصلاح وما الذي يجب علينا الانتباه إليه
لنقول إن مدرسة ما جيدة ؟
أولاً :
تضييق المناهج باستمرار وبحيث أن ما يتم الامتحان به هو الذي
يعلّم أو يُتعلم . عندئذ تصبح الامتحانات هي التي تحدد الأولويات
. لقد أضفينا الشرعية على هذه الأولويات بحديثنا عن المواد الأساسية،
مما همّش بقية الموضوعات (كالفنون) .
وبما أن العاملين في التربية والتعليم يحملون علامات الامتحان العام
(المقنن) محمل الجد فإنهم يعززون رأي الناس أن علامات الامتحان تعبر عن
نوعية التعليم الذي تقدمه المدرسة ، مع أن أفضل ما تتنبأ علامات
الامتحانات به هو علامات امتحانات أخرى .
إذا أردنا استخدام المقارنات التي تتنبأ بالصدق والثبات . فإننا نحتاج
إلى مقارنات قادرة على التنبؤ بالأداءات ذات القيمة خارج المدرسة ،
فوظيفة المدرسة أو التعليم ليس تمكين ا لتلاميذ من النجاح في المدرسة
فقط ، بل تمكينهم من النجاح في الحياة أيضاً . ينبغي إذن أن يتجاوز ما
يتعلمه التلاميذ في المدرسة حدودَ البرنامج المدرسي .
وكلما ركزنا على المعايير والمقاييس نسينا أو أهملنا المشكلات المدرسية
العميقة ، من مثل : نوعية المحادثة أو المناقشة في الصف . يجب
علينا توفير فرص للصغار والفتيان للانغماس في أنواع متحدية من المناقشة
، ويجب أن نعلمهم كيف يقومون بذلك . إن المناقشة نادرة الوقوع في
المدارس مع أنها شأن عقلي . إن لها علاقة بالتفكير فيما يقوله الناس
والاستجابة له بتأمل وتحليل وخيال. إن ممارسة النقاش في المدارس فن
مفقود (فتوزيع أربعين دقيقة على أربعين طالب يعني دقيقة لكل منهم فما
بالك إذا استأثر المعلم بمعظم الوقت ؟) .
أما المشكلة العميقة الأخرى في المدرسة فهي عزلة
المعلم ، فالمعلمون لا يستطيعون الوصول إلى الناس الآخرين الذي يعرفون
ما يعملون . الناس الذين يمكن أن يساعدوهم في تحسين التعليم .