إن
الخبرة مصدر كل التعلّم الذي نحصل عليه في الحياة سواء أكان مرغوباً
فيه أو غير مرغوب
. ويتعلّم جون من خلال تجربته في المدرسة ما لا يستطيع عمله أي
الفشل . يحتاج جون – بدلاً من ذلك – إلى خبرات إيجابية ومنتجة
. لعلَّ أحد أهم أسباب التركيز الحاصل على تعليم أجزاء مبعثرة من
المعلومات وعناصر معزولة من المهارات قابليتها للامتحان والعد .
والفرق الرئيس بين منحى الخبرة أو الممارسة ومنحى المعلومات
والمهارات أن الخبرة أو الممارسة لا تقاس بالامتحانات .
يجب أن لا يكون المهم حفظ كمية محدودة من التاريخ والكيمياء والرياضيات
والآداب ... – مكوناتها اعتباطية دائماً – . المهم أن يجد المتعلم فرصة
لتجربة أو معاينة التاريخ والكيمياء والرياضيات
والآداب ... . إن تعلّم المهارات واكتساب المعلومات يأتيان من تطور
الاهتمام بالموضوع . إن إجبار أي شخص على تعلم مهارات بدون اهتمام أو
ألفة بالموضوع ينتهي – عادة – بالفشل الدائم فيه والكراهية له.
ويحصل الطلبة المحظوظون – من خارج المدرسة – على فرص التعرف على
القراءة والموسيقى والعلوم: من الفلك إلى علم الحيوان قبل أن تصبح هذه
الموضوعات رسمية . إن أفضل المعلمين والمعلمات في المدرسة وخارجها هم
الذي يجعلون المواد المدرسية مثيرة أو محبوبة من الطلبة ومفهومة
.
يجب أن تكون المدارس أمكنة لاكتساب الخبرات المثيرة ، وبحيث يعمل
العلماء (من الطلبة) بالعلم ، والفنانون بالفن ... ، ويتصرف كل منهم
بطريقة ديمقراطية ومدنية . لا يحتاج جميع المعلمين والمعلمات
لامتلاك المهارات نفسها لأنهم يستطيعون دعوة أفراد من المجتمع لصفوفهم
والتعلّم وطلبتهم منهم . المهم أو اللازم للمعلمين والمعلمات امتلاك
قدرات اتصالية أصيلة في أنواع الخبرات المتوقع منهم توفيرها لطلبتهم .
فعندئذٍ يصبحون مرشدين لا مديرين ولدى الطلبة الفرصة للمشاركة في أي
نشاط دون تمييز أو اتهام مضاد . ولا أحد ينقصه الوقت . إن كل شيء
يعلم من موضوع معين اليوم يعلّم على حساب أمور أخرى في تلك الموضوعات .
إن كل التعلّم يتم بالعيّنات . لا يمكن لأي قدر مقرر من الأساسيات في
أي علم أو موسيقى أو أدب أو فن أو مهارات حياتية أو
مواطنيه أن يؤدي
إلى توفير القدرات والاهتمامات عند الطالب في هذه الموضوعات . إن
التعليم بالخبرة في أي علم أو موسيقى يوفر الفرصة للتعلّّم والشعور
بالمدى الواسع لإمكانياتها .
ويجب أن توفر الفرص الشمول لا الاستثناء أو الاستبعاد . أي تعلّماً ذا
مدى مفتوح أو حر لا نظاماً من الأقفاص والحظائر ، وصقلاً للقراءة
والكتابة والحساب ... وفهماً للأدب والعلوم والشؤون المدنية بالمشاركة
. يقول عالم الفيزياء ريتشارد فينمان – الحاصل على جائزة نوبل فيها – : لا يهم
إهمال تعليم أي جانب من جوانب العلم
إهمالا تاماً إذا أُعطي
الأطفال – في مرحلة معينة – الفرصة للتفكير كالعلماء . يمكن
تطوير المجالات العلمية بالخبرة عند الضرورة ، بشرط إرساء الانغماس
الأولي بالموضوع .