آخر
نتائج جون المدرسية مملوءة بتقديرات (
د ) وتعليقات سلبية وطلبات تبدأ
بعبارات مثل : يجب عليه . إنه يحتاج إلى ... ، وينبغي أن ... ، أو
بعبارات مهينة مثل : صعوبات كبيرة ، ومشكلات كثيرة ، واستراتيجيات
محدودة ، وإشارات متعددة ، تؤكد كلها عجز جون عن فهم المطلوب منه . لكن
الغريب أن النتيجة المدرسية لا تتضمن إشارة واحدة إلى المدرسة وأنها
ستعمل شيئاً لمساعدته وجعل ما يطلب منه مفهوماً عنده . إذا وجد
جون أن العمل المدرسي صعب فهي مشكلته لا مشكلة المدرسة ، وعلى والديه
الاعتراف بتسلّم نتيجته المدرسية وبالتعليق عليها إذا أرادا على الرّغم
من وجود ملاحظة في أسفلها تذكرهما أن النسخة
الأصلية منها سيتم
الاحتفاظ بها في سجل جون المدرسي لمدة خمس سنوات بعد تركه المدرسة ،
مما يعني أن كل معلم أو معلمة يمكن
أن يطلع عليها ويقرأ عيوبه كما
تراها المدرسة أولاً وأخيراً .
ويضيف الأستاذ سميث : لا أحب التفكير فيما يمكن أن يحدث
إذا ظل جون
غاضباً من إساءة المدرسة إليه ، أو
إذا أصبحت فكرته عن المدرسة سلبية
كفكرتها عنه . يبدوا أنه مثلما توجد هوة بين
الأغنياء والفقراء
والأقطار الغنية والفقيرة ، توجد هوّة – في اتساع مستمر – بين
الطلبة . وبمرور الوقت يصعب على الطلبة – الفقراء في التحصيل –
سدّها .
ومع ذلك فإنني لا أرى في قصة جون سوى مشكلة واحده : إنه بحاجة
إلى مزيد
من الوقت ليلحق بالركب . لو أعطي جون مزيداً من الوقت لكان بإمكانه عمل
كل شئ يعمله بقية زملائه . إنني بذلك لا أعتقد أن جون مقصّر لأنه يحتاج
إلى المزيد من الوقت ،فكل البشر يتحركون بسرعات مختلفة في الأعمال
المختلفة . إننا جميعاً نختلف في كمية الوقت اللازم للنوم كل منا ليلاً
(وموعد اليقظة صباحاً) أو لتناول وجبة ، أو للمشاركة في نقاش ، أو لقراءة
كتاب ، أو لكتابة رسالة ، أو لمشي ميل ، أو لتعلم مهارة ما . إن بعض
الناس أسرع من بعض آخر في أمور معينة ، مما يعني أن أولئك أبطأ من
هؤلاء في أمور أخرى وهكذا . ولكن حتى لو كان لجون مشكله فإن العلاج
يبقى هو نفسه : إعطاء جون مزيداًَ من الوقت .