ما العمل ؟
مع
أن النظام التربوي هو أساس المشكلة ، إلا أنه من غير الواقعي توقع تغير
النظام التربوي الإجمالي. كما أنه لن يتغير في الوقت المناسب
لجون . لكن تغيير الاتجاه ممكن وضروري لتقديم نجدة فورية له ، وبدء
تحسين طويل المدى في نظام التعليم .
المتطلب الأول تغير في الاتجاه نحو جون . يجب إزالة الوصم ويجب أن يكون
الضغط عليه أقل كما يجب عمل كل ما من شأنه المحافظة على احترام جون
لنفسه . لا يشعر الناس غير الرياضيين (مثل مايكل جوردن ، ومايكل
جونسون) بالخجل من هذه الحقيقة .
أما المتطلب الثاني فتغير في الاتجاه عند المعلمين والمعلمات والوالدين
. يجب على الوالدين أن لا يشعروا بالذنب لفشل طفلهم في اللحاق
بزملائه الأسرع منه . كما يجب أن لا يعتبر المعلمون والمعلمات مسؤولين
عن الأطفال الذين لا يستطيعون بلوغ الأهداف التي وضعتها سلطة ما ضمن
برنامج زمني محدد ، لأن الضغط غير المعقول على الوالدين والمعلمين
والمعلمات يجد طريقه – عادة – إلى الطفل الذي يجب أن يُحمى منه . إن
توفير وضع مريح في المدرسة والبيت قد يساعد جون على تعلّم أفضل مما
يتعلمه بالضغط
.
تضع محنة مثل محنة جون – في كثير من الأحيان – الوالدين والمعلمين
والمعلمات على طرفي نقيض أو صراع . لكن الاعتراف بالمشكلة يساعد
الراشدين أيضاً لا جون فقط . وعندما يعمل المعلمون والمعلمات والوالدين
يداً بيد فإنهم يجعلون النظام التربوي يتغير سياسياً وموقفياً .
يجب على المعلمين والمعلمات أن يحترموا جميع الأطفال لا حفنة منهم
بدءاً من الاعتراف بأن الأطفال لا يُخيّرون بالنسبة إلى الذهاب إلى
المدرسة . إن المدارس – إلى الآن – ليست مؤسسات
ديمقراطية . الحالة الوحيدة التي تصلح للمقارنة بها في عالم الراشدين هي حالة
السجون والتجنيد الإجباري . وبموجب القانون فإن عمل الأطفال
ممنوع . لكن "العمل" هو أكثر سلطة في المدارس حيث يتوقع منهم العمل في
ظروف (تعتبر) بدائية . لو كانت موجودة في أماكن عمل الراشدين ،
فالأطفال لا يستطيعون – عادة – التحدث مع جيرانهم أو التجول في غرفة
الصف . لا يستطيعون أن يأكلوا أو يشربوا أو يذهبوا إلى الحمام عندما
يريدون . كما يتم الحديث عنهم بشكل مهين وتمييزي يشكل إهانة أو تحدياً
لحقوق الإنسان الراشد . إنهم يجبرون على التنافس والامتثال . ونحن
نتكلم عن الأطفال والمراهقين في أكثر سنوات حياتهم هشاشة أو حساسية ،
أي وهم يكافحون لتحديد هوياتهم وعلاقاتهم بالمجتمع . إذا لم
نستطيع تغيير النظام التربوي فيجب علينا – على الأقل – الكفاح لحماية
الطلبة ذوي الصعوبات فيه . وبدلاً من القول : نأسف أيُّها الولد
أنت غير صالح للمدرسة ، يجب علينا القول : نأسف أيُّها الولد لأن
المدرسة لا تصلح لك . إنها غير قادرة على مساعدتك ، وبذلك نعترف
بالمشكلة .
لو كان النظام التربوي سليماً لما فشل فيه أي طالب ، لأن الفشل مفهوم
غريب في النظام التربوي السليم . ويجب أن لا يزيد لومنا للطفل
الفاشل في اللحاق بسربه عن لومنا لشخص فاته القطار الذي غادر المحطة .