السلوك الانسحابي
وفي المعسكرات يلاحظ المرشد أن غالبية الفتيان ينجحون في حياتهم داخل المعسكر حيث يمارسون حياة تتسم بانفعالات ذات صبغة إيجابية ، مثل الحب والعطف والانتماء ، وتظهر عليهم علامات الانبساط والسعادة ، وينجحون في عمل صداقات جديدة مع أطفال آخرين ويتكيفون للعيش معهم في مجموعة ويشاركون في نشاطات المعسكر ويتحدثون أمام الآخرين دون خوف أو خجل .
ويواجه المرشد أيضاً طفل آخر لا يتفاعل في حياته داخل المعسكر مع الآخرين ويميل للوحدة والانعزال ولا يقدر على عمل صداقات أو الاحتفاظ بها ، بل يعيش على هامش مجموعته ومع رغبة في المشاركة في أنشطة المعسكر ، لكنه لا يمتلك المهارات اللازمة لها. وتصبح حياته تتسم بانفعالات ذات صبغة سلبية مثل الخوف والحزن والخجل كنتيجة لفشلهم في التفاعل مع الآخرين ولوجود مشكلات سلوكية أخرى تواجههم . إن حالة الفتى هذه وأنماط سلوكه في الانسحاب من المواقف تلفت انتباه مرشده الذي هو أصلاً شخص مؤهل يمتلك خصائص شخصية فريدة وقدرات عالية تؤهله ليدعم سلوك هذا الطفل في حالة الفشل ، ويساعده في تحقيق رغباته بالمشاركة في نشاطات المعسكر التي تمكنه من الاقتراب من الآخرين والتفاعل معهم وإتاحة الفرصة أمامه للتعبير عن ذاته شفوياً أو كتابياً أو بالرسم ويشجعه على الإسهام في نشاطات اجتماعية مثل الاشتراك في أداء غنائي أو جماعي أو تمثيل دور ما أو تحكيم مسابقة أو لعبة ويستمر المرشد في تنفيذ إجراءاته العديدة لتعديل سلوك الطفل هذا إلى أن ينجح في تشكيل بعض أنماط السلوك الاجتماعية المرغوب فيها .
عندئذ يمكن للطفل أن يثق بنفسه ويشق طريقه في المعسكر نحو السعادة والانبساط ، وبذلك يكون المرشد قد حقق أهداف المعسكر الحقيقية في تعليم الطفل مهارات إجتماعية عديدة إضافة إلى المهارات المعرفية .
|
|||||||||||||||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |