|
وتسبقني خطواتي ذات صيف بعد أن انتهيت للتو من زيارة شقيق زوجي في سجن عسقلان لأُعيد ملامحي الأولى على شواطيء بحر يافا كان دهشتي الأولى قبل أن أتقن مخارج الحروف ، فعلى شواطئه نصبنا الأشرعة الورقية ، حفرنا رملة فامتلأت أصابعنا بماء فراته العذب ، ويصادف أن يكون من أقارب الطفوله على هذه الشواطئ شهيد الكلمة د. عبد الوهاب الكيالي الذي اغتالته يد الموساد السوداء في بيروت .
كان لقائي مع البحر لقاء مدهشاً لقاء الحبيب بالحبيبة ، ركضت إلى رماله عدت طفلة أحفر أحفر فإذا بشيء صلب بين أصابعي ، يا إلهي إنها قطعة نقدية فلسطينية مصكوكة عام 1933 تركها صغار على شطوطه قبل غيابهم الطويل فأخذني الوجد لأنشد هيلا هيلا يا رياح البحر في يافا أعدّي زورق العودة للدار سئمنا فقص الجمر وأحلام التراب ملّنا الصمت ولم يبق من العمر سوى خطوٍ وباب ونشيج الموج في أعماقنا يافا الحبيبة داسنا الحزن ولغتنا ظلال الوهم في الأرض الغريبة حديثنا يا طيور الدمع عن يافا وعن تلك الصباحات البعيدة ربما نسمع صوت الأرض في لحن وفي جرح قصيدة ربما عادت بنا أحداقنا في وحشة الماء وفي نوح الرمال بعد أن أورثنا الليل رماداً وابتعدنا عن مدار الاشتعال غير أنّا سوف نأتي حاملين البحر رايات وفجراً هكذا قالت جذور البرتقال
|
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |