|
وكان ما كان ما أصعب الرحلة مشياً على الجمر في السهل والجبل ظمأ وتجويع قتل وتشريد ثلاثة أيام بلياليها في طقس تموزي حار قطعناها هائمين على وجوهنا ضاع جدي وما رأيناه عندما فلتت يده من يدي أما الأطفال الرضّع فقد رمت بهم الأمهات اللواتي فقدن الأزواج إما شهداء وإما أسرى في الطرقات صراخهم ما يزال إلى الآن يطرق مسامعي ويضعني أمام ألف سؤال ؟ أصبحت لاجئة / اسم سأحمله / ووكالة الغوث أرقامها تحكي تعداد مأساتي رقم أنا أصبحت بوكالة الغوث من مطعم المخيم لمركز المؤن ما أطول الصفا لتجلب المياه أما قضاء الحاجة حدّث ولا حرج .
قالوا لنا مرحى فوكالة الغوث قد وفّرت سمنا قد وزعت خبزاً كوالك الطبيخ وبقجة الثياب وغرفة الحمام شوارع المخيم طريقة أوحال تباً لخيمتنا شراعها يموج من شدة الإعصار يا ليلنا الطويل مصباحنا مطفأ والعتمة الظلماء نسجت حكايانا . ووسط هذا الركام وهذه الطفولة المعذبة ظلّ مفتاح بيتنا العتيق والذي أغلق به والدي باب الدار على أثر خروجنا القصري يطالعني ليل نهار معلق على صدر الجدار . وهكذا بقيت الفلسطينية تنتظر يوم العودة ميراثاً يحتفظ به الأبناء بعد غياب الآباء – فالعودة إلى الوطن حق – بين كفيك غربتي وعذابي فأعدلي ملامحي يا ترابي نصف قرن قد اشتعلت غياباً كان عني وليس عنك غيابي خطواتي على الدروب سؤال يا تراب الجليل هل من جواب ؟ كل جرح قصيدة يا صديقي فدمي الحبر والجراح كتابي خبئتكم في يدي مفاتيح بيتي والمفاتيح غربتي وعذابي هذه لحظة الخلاص فخذني من رمادي فاليوم حان إيابي نصف قرن ومقفل باب بيتي من تراه يا أرض يفتح بابي غير كف الشهيد تبعث عمري من جديد طفولتي وشبابي كفّ شعبي وقد تمنطق عزاً فإليه قرابتي وانتسابي وعليه يعود بيتي بيتاً فافتح الباب فالتراب ترابي
نعم التراب ترابي
والأرض أرضي أرفع راية الرؤيا وأهتف إنه وطني
|
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |