|
هكذا أنا أرى عمري على الجدران غيماً في سموات
الطفولة وأرى لون
الجديلة
برتقالاً يتدلى وعنا قيد دوالي
.. ها أنا الآن أجلس على عتبة الباب إنه طقس من
طقوسي اليومية انتظر خروج ابن خالتي
(أسعد
الكيالي)
إلى عمله كل صباح يمر علي يداعبني واعداً أن يعود في
المساء بالهدايا والحلوى . في هذا اليوم التموزي سمعت أحاديث لم أدرك كنهها ، القلق كان يسيطر على وجوه الأهل لأول مرة أقضي ليلتي مع عائلتي تحت أشجار الحديقة خوفاً من القنابل التي كانت تلقي بها الطائرات على البيوت .. ما زلت أحفظ الآية التي رددناها طيلة الليل على أزيز الرصاص والقنابل والمدافع ، بسم الله الرحمن الرحيم (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ها هي الشمس تقارب الزوال ، موعد عودته أزف ، بعد قليل سيأتيني بدمية كما وعدني ، عيوني كانت كمغزال تروح وتجيء ومن بعيد رأيت رجالاً يحملون شيئاً وهم يركضون ، نهضت تعثرت خطاي ولكنني وصلت نظرت إلى الشيء المحمول كان ابن خالتي غارقاً بدمائه جاءوا به شهيداً قضى نحبه وهو يلبي نداء ربه تعالى فداءً لمدينته الحبيبة مدينة (اللّد) الباسلة ، غرست كفّي الصغيرة بصدره لتخرج حمراء !! كفي تظهر متعبة يصبغها لون الدم وحديث الوطن أكرره ميراث أبي والعم أمي تتقدم ذات صباح والراية في يدها تمشي وسط العسكر سارت كي يُدفن من في النعش وتلوح الرايات البيضاء والدم برأسي يصعد أكرهها الرايات البيضاء أربطها باليوم الأسود الراية في عيني تكبر والأبيض وشّاه النحس ألوان الطيف تكررها أحداث تربطنا بالأمس !!
|
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |