|
يا مساء الأهل في يافا ويا دفء الليالي خذ من القلب جناحاً وابتكر للعشق أفقاً وسماء فإذا لاح على البعد شراع أحمر وانفك قيد الموج قل قد عاد أبناء المنافي وانتمى البحر إلى البحر هنا يافا التي قد أورقت في قلب كنعان فسماها الشجر وبكى في ظلها لمّا رأى النجم على أغصانها صار الثمر فإذا ما غاب عنها الماء تسقيها شموس العشق أو نزف البشر ليس في الأرض سوى يافا ويافا عبر هذا الليل والليل حجر حجر نحمله منذ رمتنا في الأقاصي جمرة الترحال منذ اهتز عرش الماء فينا فانتهينا للنوى والاغتراب لم يزل في كفنا المفتاح يا يافا ولم يبق من العمر سوى خطوٍ وباب
هكذا أنا اتثبت بأهداب الوطن ، هو حلمي الوردي أنفاسه معلقة على كلّ النوافذ أنفاس عطرية مغسولة بشذى أزهار الليمون والبرتقال والفتنة والياسمين ولأنه وطني اسكنه ويسكنني حتى في أصعب لحظات حياتي فعندما داهمني مرض السرطان عام 1986 ذات تشرين ، كان معي وسط فوضى الأفكار والإعصار كان معي ولحظة التخذير تأخذني إلى مبضع الجراح إيه يا نفسي التي لم ترجُ زوجاً أو ضنىً لم ترج أماً أو أباً لم ترجُ أختاً أو أخاً
|
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |