تتعدد استراتيجيات التفهم التي يمكن أن تكون موضوع تعليم و تعلم
فقد يتعلق الأمر بتحديد معنى كلمة أو طرح أسئلة لسبر درجة
فهمن
المقروء، أو قراءة نص ما قراءة محلقة سريعة لرصد أو تحديد
موقع معلومة معينة أو تحديد الأفكار الأساسية فيه... يسعى التعليم
الاستراتيجي إلى إكساب المتعلمين أنماطا متنوعة من المعارف
:
1.
معارف مباشرة تصريحيه، تسمح بتعيين الإستراتيجية و تكون جوابا
لسؤال:
ما هو...؟ أو ما هي...؟ كسؤال: ( ما هي القراءة المحلقة السريعة ؟)؛
2.
معارف إجراءاتية تبين و تجيب عن سؤال: ( كيف يتأتى القيام بفعل
معين؟)؛
3.
معارف شرطية أو ماعونية
(2)(
ذرائعية )،
تجيب عن أسئلة من نحو : لماذا هذه الإستراتيجية و متى يلزم
اعتمادها و في أي سياق ؟
يهدف
التعليم الاستراتيجي إلى جعل المتعلم واعيا و مستقلا في بحثه عن
المعنى، ولكن للوصول إلى هذه الاستقلالية يحتاج المتعلمون إلى دعم
وإسناد ضروريين و هما من مهام المدرس حين يكون قارئا يقتدي به.
في البدء يكون المدرس مطالبا بجعل الطرائق الذهنية المقومة
لفعل القراءة و استراتيجياته واضحة ملموسة ، ويتحقق له ذلك من
خلال تدخلات محكمة البناء في صيغة وبناء وحدات استدلالية
deductive
Units
وبعد ذلك و بكيفية تدريجية أن يعمل متى كانت الفرصة مواتية
على التحقق من أن المتعلمين يستعملون الاستراتيجيات التي تم
تعلمها في الوضعيات القرائية التي تعرض لهم سواء داخل الفصل أو
خارجه. و التذكير بها تذكيرا محكما حين تدعو الحاجة إلى ذلك.إذ
الهدف هو أن يكون مآل هذا النمط من التعليم استقلالية المتعلم
في استعمال ما بناه من استراتيجيات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) نستعمل راسمة ( الوعرفة ) بالمزج بين كلمتي الوعي والمعرفة مقابلا
للكلمة الأجنبية =
metacognition.
2) الماعونية : هنا مقابل الكلمة الأجنبية
pragmatic.