ثانيا: هل يمكن تعليم و تعلم مهارة التفهم ؟
فقد تبين أن العمل في حيز النمو الموالي ( اللاحق ) للمتعلمين أمر يسمح
من خلال التفاعل بتذكية و تنمية سلوكيات المتعلمين المحكمة و حملهم
تدريجيا على الاستقلالية في تحقيق تعلماتهم.
وفي
مجال علوم التربية تم التركيز على التعليم الصريح والمباشر
لاستراتيجيات التفهم بعدما بين البحث التربوي أهمية هذا النمط من
التعليم.
أما
البحث في مجال علم النفس المعرفي و خاصة البحوث التي تمكنت من عزل و
تصنيف الطرائق المعتمدة في إنجاز فعل التفهم، فقدمت جملة من الخلاصات
التجريبية تثبت فعالية التعليم الصريح لهذه الاستراتيجيات، بناء على
الفروق البارزة بين تفهمات متعلمين تعرضوا لتعليم صريح لهذه
الاستراتيجيات وبين
تعلمات آخرين لم يستفيدوا من هذا النمط، كما
كشفت هذه الأعمال عن صلابة و ديمومة هذه التعلمات. ومن المتعلمين الذين
يتعثرون في مهام التفهم هم من يستفيد أكثر حين يتم التركيز على تعليم
استراتيجيات تفهم النصوص القرائية . وعليه فقد تبين أن المتعلمين
المتعثرين هم إما أولئك الذين لا يتعاملون مع استراتيجيات القراءة
أو لا يعتمدون على استراتيجيات قراءة واسعة و متنوعة و فعالة، أو
متعلمون يشكون من غياب القدرة على تغيير الإستراتيجية تبعا للسياق و
متطلبات المقام القرائي .