ثانيا: هل يمكن تعليم و تعلم مهارة التفهم ؟
حتى
نهاية 1970 ، لم يكن احد من المهتمين يثير أو يتصور إمكانية تعليم/
تعلم الفهم في مجال القراءة .
كانت
الممارسة السائدة هي قراءة النصوص و الإجابة عن الأسئلة ( نص مذيل
بأسئلة ) ، تقوم هذه الممارسة على مسلمة ( تستند إلى نتائج المدرسة
السلوكية ابتداء من
تورندايك1874- 1949 إلى سكينر
1904- 1990)
مفادها أن تفهم النصوص يقوم على إيجاد وتحديد العلاقات القائمة داخل
النص ، وكان الاقتناع بأن أفضل وسيلة لتحسين الفهم هي حمل المتعلمين
على الإجابة عن أسئلة تهم هذه العلاقة .
ويلاحظ أن
أغلب
المدرسين اعتادوا أن يقضوا جل وقتهم في طرح أسئلة غالبا ما لا تتنوع
و لا تتطلب معالجة المعلومة في عمقها
(
Giasson 1990 )
أنشطة غالبا ما تهتم بالهوامش و تبتعد عما هو جوهري أو لا تسمح بتشغيل
طرائق
processes
تسمح بالإبداعية
creativity
أو
توظيف و تطبيق المكتسبات .
لقد
لاحظ المربون أن بعض الأطفال يوفقون في إنجاز هذه المهام دون حاجة إلى
دربة خاصة ، وإن منهم من يعجز عن ذلك وان خصصت لتمكينه من ذلك أو
لتحسين نتائجه الساعات الطوال.. ولم يكن المربون يرون وقتها من وسيلة
لذلك لأنهم كانوا يرون أن الفهم أمر يعود إلى مهارة أو مهارات تتعلق
بما يسمونه الذكاء العام . لقد كان الفهم موضوع تقييم و لكنه لم يكن
موضوع تعلم
(Pressley 1997).
|