ثانيا: هل يمكن تعليم و تعلم مهارة التفهم ؟
لزم أن
تحدث ثورة مفاهيمية لكي يتم الانتقال من هذا التصور لفعل التفهم إلى
تصور آخر بدأ يسود اليوم نظراً لما حصل من تراكم في نتائج البحث العلمي
في الحقول المهتمة بالموضوع، خلال العقدين الأخيرين من القرن المنصرم وخاصة في مجال علم النفس و لوم التربية .فكانت النتيجة أن أضيئت جوانب
خفية من فعل التفهم :
*
ففي مجال علم النفس المعرفي:
تنامت
النماذج المؤكدة و المبينة للطبيعة المركبة و المعقدة للأفعال و
الأنشطة الذهنية ( كالقراءة و الكتابة و حل المشكلات..)كما سمحت هذه
النماذج من خلال ملاحظة سلوكات الخبراء بعزل طرائق نوعية
Specific
Processes
يمكنها
أن تكون موضوع تعليم و تعلم
.
وكان أن
تم التركيز على ما لوعي الفاعل بخطواته وإجراءاته الذهنية
metacognition
التي يستخدمها، حين الإتيان بفعل ما أو إنجاز نشاط أو مهمة معينة، من
دور في تحقيق التعلمات.
(Tardif, 1997) و
Crahay, 1999)).
كما
فتحت نظريات
فيكوتسكيVygotsky
وبرونرBruner
( التفاعلية الاجتماعية)Social
Interaction
، آفاقاً
جديدة كاشفة أهمية استثمار
"حيز النمو اللاحق" (
Zone of
proximal development )
لتذكية طاقات و استعدادات وقدرات المتعلم الكامنة ، فكان أن دفعت هذه
النظريات نحو الاعتراف بما للأطفال من وسع وقدرة فعليين لتحقيق
إنجازات جد مركبة وعلى درجة من التعقيد ، شرط أن تتم مصاحبتها
، ودعمها و إسنادها من طرف شخص أكثر خبرة منهم .
|
|
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية
الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |