التحوير
الفني وقضية الزمن في مسرحية
يقدم المؤلف من خلال الفصول الأربعة التي ورد ذكرها فكرة ذهنية يؤكد فيها على : تغلب الزمان على الإنسان إذا دخل معه في صراع . فلو فرض وعاش إنسان بعد زمانه الطبيعي ،فسوف تكون حياته موتاً وبقاؤه عدما وخلوده فناء ، لفراغ زمانه من تلك التي تتمثل في ما يكون لهذا الانسان من روابط وعلاقات وقيم. * "فيمليخا" الراعي قد حسب أنه منح البقاء حين عاد إلى الحياة ومضى إلى المدينة ، لكنه اكتشف أن غنمه قد بادت ، وهي التي كانت تربطه بالزمان ، وأنه لا حياة له بغير غنمه ، فآثر الخلاء إلى الكهف من جديد ، ومضى في ميتته الطبيعية .
* و"مرنوش" قد تشبث بالحياة أكثر من "يمليخا" وقد توهم أنه اكثر ارتباطا بها ، لأن له بيتاً وزوجة وولداً ، ومضى بالهدايا يبحث عن زوجته وولده فوجد مكان بيته سوق سلاح وعلم أن زوجته وابنه قد ماتا منذ ثلاثة قرون ، فرأى أن حياته خير منها الموت ، وأن بقاءه فيها أدنى من العدم ، فمضى كصاحبه إلى الكهف ليسير في طريقه الطبيعي.
* و"مشلينا" كان تشبثه بالحياة أكثر من صاحبيه لأنه محب ، ولأنه رأى في بريسكا حبيبته السابقة ، ولكنه برغم ذلك اكتشف أنها ليست هي ، فهذه وإن اشبهت حبيبته ، فهي ظلها وليست حقيقتها ، هي تمثالها الجامد وليست ذاتها الحية إن بينهما ثلاثة قرون ... وهنا آثر الآخر العودة إلى الكهف معترفاً ومقراً بأن علاقته بالزمن قد انقطعت وروابطه به قد بترت ، فهو لذلك عدم بالنسبة اليه. (1)
1) احمد هيكل – الادب القصصي والمسرحي في مصر – دار المعارف بمصر –القاهره 1971 الطبعه الثالثه ص 375.
|
||||||||||||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |