" الإنسان
مدني بالطبع" على هذا النحو ثبت ابن خلدون
ما ذهب إليه الفلاسفة من قبله في نظرتهم
إلى الإنسان، ومثل هذا القول وإن كان عند
الكثير من الناس مسلمة قائمة بذاتها، فإنه
ينبهنا إلى أن المدَنيةُ وإن كانت فينا
طبعاً كامناً بالضرورة تحتاج إلى تعهد
وصقل وتثقيف ومن ثم تربية وتعليم حتى تتم
وتصبح موجودة بالفعل، وهذا بالفعل ما
يدفعنا إلى ضرورة التفكير في الارتقاء
بدورنا في تقديم أعمال تطوعية لمواجهة
الأوضاع التي يمر بها مجتمعنا بعامة.
غير أن هذا الأمر لا يمكن البتة أن يُبنى
على حسن النوايا بل يتطلب فضلاً عن ذلك
رؤية علمية إستراتيجية مدروسة تُضبط
غاياتها ضبطاً دقيقاً وتحدد خطوات تفعيلها
تحديداً منهجياً بإسلوب
علمي يستلهم من
العملية التعلمية التعليمية مبادئها
وأسسها ووسائلها استلهاماً نراه يُجسِّد
في حد ذاته نقلة نوعية في عمل المتطوعين.
(
الرعاية اللاحقة، علي عباس، 2008 ) |