الطريقة المفضلة في تعليم القراءة للمبتدئين
أولاً : مرحلة التهيئة :
ويتجه العمل فيها ـ
بوجه عام ـ إلى تعهد الأطفال , وتنمية استعدادهم لهذه المواقف الجديدة في
حياتهم , وهي المواقف التعليمية التي سيمارسون فيها أعمالاً جديدة , في بيئة
اجتماعية لم يألفوها , ومع وجوه جديدة , لم يسبق لهم عهد بها . وهذه التهيئة
نوعان : تهيئة عامة ’ وتهيئة للقراءة والكتابة .
التهيئة العامة :
الغرض منها عقد صلة
بين المدرسة والبيت ؛ حتى لا يصدم الطفل بمواجهة هذا التغير الفجائي في حياته ,
وحتى يشعر بالأمن والاستقرار النفسي , ومن أغراض هذه المرحلة أيضاً تمكين
المعلم من الكشف عن مستوى الأطفال العقلي , وقدرتهم اللغوية , والتعرف إلى
صفاتهم وطبائعهم , وما بينهم من فروق طبيعية في الفهم والذكاء , والقدرة على
التعبير , أو التعثر فيه , والميل إلى الحركة والنشاط والمشاركة في الألعاب
والاجتماعات , أو الخمول والانزواء , أو فروق اجتماعية وثقافية , تستوجبها
أحوال أسرهم المالية ؛ ليستطيع ـ في ضوء هذه الإلمامة ـ أن يرسم الطريقة
الناجحة لتعليم هؤلاء الأطفال .
وتتكفل هذه المرحلة
أيضاً بمعالجة مشكلة أخرى , تتكرر كل سنة في المدارس الابتدائية , في أوائل
العام الدراسي , وتبدو هذه المشكلة في نفور الأطفال من المدرسة , وارتفاع
أصواتهم بالصياح والبكاء , وتشبثهم بملابس آبائهم , أو أمهاتهم , وتهيبهم
الدخول في هذا العالم البغيض المجهول , ولا عجب في هذا , فالطفل في أول يوم من
عهده بالمدرسة , يجبر على مفارقة مراتع لهوه , وملاعب طفولته , ويحرم لذة المرح
والحرية والانطلاق مع أترابه الذين ربطته الحوادث بهم , وسلكته معهم في دنيا
ممتعة بهيجة مشرقة الأرجاء , ويواجه في هذا اليوم قيوداً ثقيلة , وأنظمة صارمة
, وحزماً يُشيع في نفسه الخوف والقلق والإشفاق , ولا شك أن الطفل لن تتسق حياته
في المدرسة , وأن يتقبل منها أي شيء , إلاّ إذا أحبها , وألفها , واطمأن إليها
, وتبددت من نفسه عوامل الخوف والقلق والاضطراب .
|