ما هو
منشأ العولمة؟
نظرياً، تتمثل المعضلة الرئيسية فيما إذا كان منشأ العولمة المعاصرة
يرقى تاريخه الى عام (1971-1973) مع ظهور أزمة البترول التي أحدثت
تغييرات تكنولوجية واقتصادية موّجهة نحو البحث عن مصادر بديلة لاستراتيجية المواد الخام والبحث عن أشكال جديدة للمنتجات التي تستهلك
طاقة وعمل اقل. ويشير البعض إلى أن منشأ العولمة يرقى تاريخه إلى اكثر
من قرن مضى مع حدوث تغييرات في تقنيات الاتصال وأشكال الهجرة وحركة رأس
المال وأشكال الاستعمار التي حدثت في دول العالم الثالث.
يطرح
الملاحظون أسئلة عديدة من بينها: هل نواجه عهد تاريخي جديد أو أشكال
معينة لأنظمة عالمية جديدة؟ حتى لو اعتبرنا إن حصول هذه التغييرات هو
أمر مهم ، فهل حقاً إن هذه التغييرات لا مثيل لها ولا يمكن مقارنتها مع
تغييرات مشابهة أخرى حدثت في العصور الوسطى؟
على الرغم من إننا نعيش في عهد تاريخي جديد ونشهد نظاماً
عالمياً جديداً ،
فان الأشكال القديمة للتغييرات لم تتلاشى و إنما الأشكال الجديدة
للتغييرات لم يتم صياغتها بعد. لقد أشار (ديفد هلد) إلى مفهومي
"الديمقراطية" و "العولمة".
فنحن نعيش في (العصور الوسطى للعولمة) وهي فترة تعكس عدم قدرة الدولة
السيطرة على حدودها حتى لو امتلكت نشاطاً أو تأييداً واسعاً ، وبذلك
فهي معرضة لجميع أساليب الضغوط الداخلية والخارجية.
وحتى لو كان النظام العالمي الجديد يقدم
نهاية لسيادة الولايات الامريكية ، فان هذه الحالة لها تأثيرات مختلفة
على الدول طبقاً لموقعها في النظام العالمي ، وتشمل هذه الدول: الدول
التي توحدت ضمن تحالفات إقليمية وانبثاق دول مثل البرازيل وكوريا
والهند والصين. والدول الأقل تطوراً مثل الأرجنتين وهنغاريا وأفريقيا
الجنوبية. والدول النامية التي تشمل أمريكا اللاتينية واسيا وأفريقيا.
والدول غير المتطورة المنعزلة والمطمورة في حالة من الاستقلالية مثل
هاييتي وبعض الولايات الأمريكية المركزية وموزمبيق و أنغوليا وألبانيا.
ومن الجدير بالذكر إن تأثيرات العولمة تختلف في أجزاء مختلفة من العالم
، إذ أن تأثيرها يقل في بعض البيئات ويزداد في بيئات أخرى. لذلك فان
العولمة بحد ذاتها هي ظاهرة عالمية غير موّحدة.