تنمية القيم: الاستراتيجيات والأساليب
يعتبر موضوع تنمية القيم السلوكية عند التلاميذ من
الموضوعات الهامة التي تحظى باهتمام المربين والعاملين في مجال علم
النفس الإجتماعي بسبب ازدياد المشكلات السلوكية لدى الأطفال والمراهقين
وازدياد الضعف الطلابي في المدارس . ولمواجهة زيادة انتشار السلوكيات
غير المرغوب فيها بدأ المربون بالتركيز على برامج التربية الأخلاقية
والعمل على دمجها في المناهج التعليمية . ولقد أثبتت الدراسات أن هذه
البرامج أدت إلى تحسين سلوك الطلبة ، وزيادة مشاركة الآباء في المدرسة
، فلقد بينت دراسة أجريت في مركز دراسات الطفل والأسرة في جامعة جنوب
كارولينا ، قامت بتقييم برنامج تربية أخلاقية تم تطبيقه لمدة أربع
سنوات من خلال أراء مديري المدارس أن :
91% أشاروا إلى تحسن
في اتجاهات الطلبة .
89% بينوا تحسناً في سلوك الطلبة .
60% أفادوا تحسناً في التحصيل الطلابي .
أكثر من 65% أفادوا تحسناً في
اتجاهات المعلمين والعاملين في المدرسة .
إن التوجه نحو تحسين سلوك الناشئة عن طريق بناء القيم
الأخلاقية والسلوكية، يسهم في التخلص من المشكلات الاجتماعية
والانحرافات الأخلاقية. وتشير الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى
أثر ذلك في تحسين التحصيل الدراسي وإلى الارتباط المهم بين تعليم القيم
ونجاح الصغار المعرضين لخطر الرسوب في المدرسة والفشل في الحياة.
وتتنوع أساليب تنمية القيم بحسب المراحل العمرية مع مراعاة خصائص النمو
لكل مرحلة. كما يمكن توظيف أسلوب مناسب أو أكثر من أسلوب واحد بحسب نوع
المشكلة السلوكية، من ذلك مثلا: اعتماد أسلوب حل النزاع في المواقف
التي تركز في الجانب السلوكي (مشكلة السلوك العدواني) واعتماد أسلوب
قصص الأبطال في تنمية القيم الإيجابية كالأمانة والنزاهة والتعاون
والإخلاص، واعتماد أسلوب التأمل الذي يفيد في تنمية البعد المعرفي.
والسؤال الذي يطرح هنا
على أي من هذه الأساليب نعتمد؟
والجواب هو، هناك تكامل بين مختلف أساليب تنمية القيم
السلوكية ومن المهم عند تطبيقها التركيز في الأبعاد الثلاثة: البعد
المعرفي، والبعد الوجداني والبعد السلوكي. وهي أبعاد يمكن تفصيلها كما
يأتي:
1.
البعد المعرفي:
معرفة التلميذ بهذه القيم عن
طريق تعريفها ومناقشتها، وإعطاء أمثلة عليها وأنشطة عملية لتمثلها
واستيعابها.
2.
البعد الوجداني:
بلورة مشاعر التلميذ عن طريق
التعبير عن المشاعر الإيجابية بأنماط السلوك الإيجابية، والمشاعر
السلبية بأنماط السلوك غير المرغوب فيها.
3. البعد
السلوكي:
قيام التلاميذ بإتباع أنماط سلوك إيجابية تنسجم مع القيم الأخلاقية وتجنب تلك التي يجب الابتعاد عنها.