في رواية غوستاف فلوبير – مدام بوفاري – بدت الشخصية المحورية النسائية للرواية هي (إيما) زوجة الطبيب شارك بوفاري ، إذ صورها الكاتب بصورة المرأة التي يحترمها زوجها ، وأنه دائم الاستماع إلى آرائها أو الانصياع لتنفيذ هذه الأوامر . ويحاول نيل رضاها . وأن زوجها يطبق في تعامله معها مبدأ المساواة الزائد عن حدوده ، فهو يحاول استرضاءها في كل ما أمر تبدو راغبة فيه . إلى دجرة أنه كان يقع في ورطة عندما تخالف آراء زوجته آراء أمه . ويحاول جاهداً أن لا يكون رضا أمه عنه أكثر من رضا زوجته في هذا المجال .
وقد قادت هذه الحرية المطلقة والمساواة الزائدة التي منحها لها الكاتب على لسان الزوج ، والتي عبرت عن شعور الزوج الطبيب بالنقص في شخصيته وتربيته ، قادت إلى تدمير الزوج والزوجة والابنة من بعد ، تدميراً مادياً ونفسياً وجسمياً .
فقد دفعها شعورها بالثقة الزائدة بالنفس ، وحب تملك كل شيء يظهرها بمظهر السيدة الجميلة والمدللة والثرية، ذات الشهوات التي لا حدود لها ، دفعها ذلك كله إلى إساءة التصر في أملاكه وأمواله ، حين وكّلها بالتصرف بها ، مما شجعها على التبذير وإضاعة كل ما يملكه الزوج من عقار وأرض ومحتويات البيت ! عندما حُجِز عليها كلها ، لأن أصحاب الدَّين لم تسدد لهم أموالهم .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، فقد كانت الحرية الزائدة التي تمتعت بها (إيما) سبباً في فساد خلقها ، وانحرافها مع عاشقين – ليون ورودلف – وجدت فيهما ما كانت تعتقد أن زوجها لا يملكه من الصفات والمزايا. مما ترتب عليه إهمال الزوجة لزوجها وبيتها ولابنتهما الوحيدة .
قادت هذه المساواة الزائدة والحرية التي لا حدود لها الممنوحة من السيد بوفوار – الزوج – لزوجته إلى انحراف الزوجة ، وإضاعة أموال الزوج وخراب البيت . إذ يموت الزوج مكتئباً بعد أن يكتشف الرسائل الغرامية التي كان يكتبانها لها ، مخبأة في أحد الأركان المنسية في مخزن البيت . وأن يُكتب على الإبنة الوحيدة التي تحرم من دخول المدرسة ، بل تشتغل على صغر سنها عاملة ف مصنع للنسيج بعد أن تعهدت تربيتها خالة فقيرة لها .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |