يساهم اختيار عنوان الرواية مساهمة واضحة في الترويج للرواية لدى القراء، عندما يلمسون العلاقة الوثيقة بين العمل وعنوانه ، كما يكون له أثر على رضا الكاتب عن عمله أوثمرة جهده.
لقد بدا العنوان " اللص والكلاب " – دون أن يعي الكاتب – موزعاً توزيعاً عادلا على صفحات الرواية ، فقد وردت كلمة اللص واللصوصية في ثلث الكتاب الأول. ثم جاءت كلمة ( الكلاب ) في الثلث التالي منه .
في البداية دخل سعيد ( اللص ) السجن بتهمة سرقة ، وبعد خروجه ولقائه رؤو علوان ( صاحب جريدة الزهراء ) ، يسأله رؤوف إذا كان يبدأ حياته بفتح دكان خياطة.
فيقول سعيد " لم أتقن في حياتي سوى مهنة واحدة ( اللصوصية ) لأنها مجدية جداً ، فيرد رؤوف : كنت لصاً ، وكنت صديقا لي في ذات الوقت لأسباب تعرفها ، ولكن اليوم غير الأمس ، إذا عدت إلى اللصوصية ، فلن تكون إلا لصاً فحسب.
ويستمر سعيد في هذه المهنة. ويسرق بترتيب مع ( نور ) نقود ابن صاحب مصنع للحلوى، ثم بعد أن يقتل شعبان حسين، ظانا أنه عليش، يؤلب رؤوف من خلال جريدة الرأي العام على سعيد ، كاشفا عن تاريخه في اللصوصية،ذاكراً قصور الأغنياء التي سرقها .
ثم إن ( سعيد ) لايفتأ من خلال الرواية يتردد على مقهى طرزان – وكر اللصوص – ويحاول أن يسرق نقود واحد منهم – بياضة – وهو أحد أصدقائه!
بعد عرض مواقف اللصوصية ، يأتي بعده ذكر الكلاب في الرواية. ويتولى ذكره أو ذكرهم في الثلث الأخير من الرواية ، حيث يصف سعيد الطلبة الذين أعلمته نور بأنهم لم يدفعوا لها الأجر وضربوها بأنهم ( كلاب ).
وعندما يرى استمرار تأليب رؤوف من خلال جريدته للرأي العام على سعيد ، يقول في نفسه " مامعنى حياتك إن لم تؤدب الكلاب عليش ورؤوف.
وتناجيه نور في أحد مواقف الرواية – بعد محاولة قتل رؤوف- بأنها لا تخاف اللصوص ولا تكرههم ولكنهم بالفطرة يكرهون الكلاب – المستغلين – وتضيف أنا أحب الكلاب – الحقيقية – وعندما يغادر بيت ( نور ) يكتشف أنه نسي بزة الضابط التي كان يرتديها ، في بيت نور يقول لنفسه " قد يجدون في البدلة أول خيط يوصل إليك ( نور) قد نسميها الكلاب ، فتنتشر في جهات الأرض الأربع "
ثم يقول وهو يتأهب لمواجهة المعركة الفاصلة مع الشرطة "وهذا المسدس المتوثب في جيبي، سيكون له شأن، لابد أن ينتصر على الغدر (عليش) والفساد (رؤوف) ولأول مرة سيطارد واللص الكلاب " .
وعندما انصب الرصاص كالمطر على سعيد ، صرخ ياكلاب وهكذا يلاحظ القارىء ان عنوان الرواية ، قد عكس مضمون الصراع بين الشخوص وتأزم المواقف من البداية ، وحتى نقطة التنوير فيها. مما أضفى على الرواية صدقاً فنيا ، ودقة في توظيف العنوان ليعكس معظم أحداث الرواية .
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |