يستطيع من يقرأ رواية نجيب محفوظ – اللص والكلاب – أن يتبين أكثر من وسيلة من الوسائل التي اتبعها الكاتب لتشجيع القارىء على النظر إلى العالم من منظور جديد. وقد يتلمس قارىء الرواية أن بعض مضامين الرواية ، يمكن أن تقود غلى ذلك. فإن كان الجهل والظلم والحرمان والحقد والغدر المعروضة على رفقة الرواية، هي التي قادت إلى مأساة البطل وكانت السبب في شقائه هو والشخوص الآخرون. إن القارىء يستطيع أن ينظر نظرة جديدة إلى هذه الأمور ويحاول أن يقلبها ويتصور أن العمل على تجنب هذه الآفات هو الذي سيغير مسار هؤلاء التعساء إلى حياة ينال فيها كل انسان حقه، وتتكافأ الفرص أمامهم ، فلا جهل ولا ظلم ولاحرمان يكون موجوداً ويقود إلى ما قادت إليه الظروف القاسية.
1. وكذلك فإن استثمار – استغلال- المركز ، كما في حال رؤوف علوان ، ورئاسته لتحرير مجلة الزهراء، التي استغلها للتشهير بصديقه القديم سعيد ، واعتبار سعيد لرؤوف أنه كان يدعو للثورة على الاستغلال أيام شبابه، ثم تغيره بتغير مركزه، غلى نسيان ذلك هو مازاد في حقد سعيد عليه، ومحاولة اعتباره الخصم الثلث له بعد زوجته الأولى، وزوجها الحالي، ومن ثم السعي إلى قتله. فلو وجد سعيد عند رؤوف الرجل الذي عرفه من قبل نوعاً من الإخلاص فإنه سيفضل فعل السحر في نفسه ، إن القارىء قد يجد في تغيير مثل هذه السلوكات، كان بالتأكيد سيعمل على تغيير سلوك البطل الشقي. وقد يقلبه إلى انسان مستقيم أو سوي !
2. ثم إن استثمار الجانب الفطري المتعلق بالدين ، والموجود بعمق في نفس كل مسلم ، وأبطال الرواية معظمهم مسلمون0 كان يمكن أن يغير من سلوك وفعال سعيد، خاصته وأنه ظهر واضحا في نفس سعيد الذي كان يعجب بالشيخ النجداوي منذ صغره، وتردده على بيته، واستمراره في التردد على بيت الشيخ الآمن، بعد كل حادث كبير كان يرتكبه سعيد ، كان بالإمكان أن يستثمر الشيخ مثل هذه الأمور ليقدم لسعيد مراجعة نفسه بعمق ، وكان بالإمكان أيضاً أن يهتم به أكثر ، لأن من شأن ذلك كله أن يقود إلى تغير في سلوك الأخير.
3.كما أن المرأة الوحيدة التي اطمأن لها سعيد في حياته ، وأبدى نوعاً من الود نحوها ، كان بإمكانها أن تخفف من تأزم البطل ، ولا تساعده في الصدور في غيه ، على الأقل كان بإمكانها أن تغير من مجرى حياته عن طريق القدوة ، بمعنى أن تغير هي من أسلوب حياتها وكسب عيشها بشرف مما كان ممكنا أن يغير في طريقة حياته !
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |