إن شدة حب الشاعر لبلاده ترفعه إلى إبداء شعور الاستهجان لوجود إنسان يخون وطنه ، لأن الوطن في نظر الشاعر هو تجسيد لحياة الإنسان ووجوده ، ولذلك نراه يستغرب أن يكون هناك إنسان في الدنيا يمكن أن يخون ذاته ووجوده .

 

السياب في الأبيات السابقة عاشق للوطن ، والعاشق لا يرى في معشوقته إلا الجمال والكمال ، وهذا ما يبدو في أبياته ، فعلى الرغم من أن شمس العراق لاهبة قاسية ، فإن شاعرنا يراها أجمل شموس الدنيا ، كما يرى الظلام في العراق جميلا رائعا ، لا لشي إلا لأن يضم الوطن بين جوانحه ، ويرخي عليه سدوله.
 










 

 

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !

أيخون إنسان بلاده .

إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟

الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام

- حتى الظلام - هناك أجمل , فهو يحتضن العراق

واحسرتاه ، متى أنام

فأحس أن على الوسادة

من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟

بين القرى المتهيبات خطاي و المدن الغريبة

غنيت تربتك الحبيبة ،

وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه ,

فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمى من عثار

فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار،

ما زلت أضرب ، مترب القدمين أشعث، في الدروب

تحت الشموس الأجنبية،

متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه

صفراء من ذل وحمى :ذل شحاذ غريب

بين العيون الأجنبية ،

بين احتقار ، وانتهار ، وازورار.... أو "خطية "،

و الموت أهون من "  خطية  "،

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

المصدر بتصرف : الميسر في اللغة العربية  -  محمد منال عبد اللطيف                   

تاريخ التحديث : أيلول  2004

 

تاريخ التحديث : حزيران 2009

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية