أنشودة المطر
تحليل القصيدة
ثانياً : في الأسلوب
استخدم الشاعر في القصيدة أساليب عدة ، من أجل أن يرسم صوراً
لواقع شعبه وأمته ، وفي الوقت نفسه كيما يعبر عن صراع هذه
الأمة من أجل الوصول إلى أملها وحلمها في الثورة على الظلم
وتغيير الشقاء الذي تعيش وسطه ، ورسم مستقبلها كما تريد هي ،
لا كما يريده غيرها لها .
إن التنوع في قوالب عرض الأزمة التي أراد الشاعر أن يعبر عنها
، نابع من أن الأدواء التي تعيشها الأمة كثيرة ومتنوعة ومتجذرة
أيضاً . وأن التنوع في تصويرها ربما يساهم في جذب اهتمام أبناء
أمته إليها بعد تعريتها وسيكون له أثر فاعل في إيمان أبناء
الأمة بضرورة التغيير ، والتبشير به بل والعمل على تحقيقه في
النهاية .
لذا حشد الشاعر عديداً من الأساليب ووسائل التعبير ، في سبيل
تحقيق ما ذكر : لقد استعمل الشاعر
أسلوب التصوير القائم على التماس
المشابهة بين الأشياء المادية والمعنوية
، كما عمد إلى
استثمار
إيراد الصور المتناقضة أو المتسقة
، وعمد أيضاً إلى استخدام
أسلوب الاستفهام والتعجب والتقرير والنداء والمقارنة وتكرار
بعض الألفاظ
، كما
كرر بعض
المقاطع
أما الصور
فقد كانت كلها ملتقطة من البيئة
،
الخليج وخيراته وكوارثه ، الغيوم والمطر ، الصيادين والمحار
واللؤلؤ ، الموتى على شواطيء الخليج ، ضحكات الأطفال وسط
الكروم ، المهاجرون يصارعون الموج العاتي ، النخيل وهو يشرب
المطر ، قطرات المطر الملونة بلون الزهر وبلون ضحكات الأطفال ،
الأرض الحبلى بالخيرات وغير ذلك من صور الأرض والسماء والإنسان
.
|