النص الثالث : ( أحمد أمين ) ثم شأنك في البحر عجب أي عجب , تضربينه بشعاعك , وتلفحينه بنارك , فيتحول ماؤه بخاراً , وقد فارقته ملوحته , وعاد إليها صفاؤه وعذوبته , واكتسب منك الحياة , فكان جارياً , بعد أن كان ماءً راكداً , فجرى جداول وأنهاراً , فأرسلته إلى الأزهار والأشجار , يحيى ذابلها , وينضج ثمارها .
يشترك هذا النص مع النص الأول في الأداء النثري , والمعاني المشتركة , ولكن الأديب هنا بسط القول في مياه البحر وارتفاعها بخاراً بحرارة الشمس , وتكونها سحباً في السماء , ثم ارتدادها إلى الأرض جداول وأنهاراً , تنتفع بها الأزهار والأشجار .
ومن حيث الحقيقة والخيال جعل الكاتب الشمس تخلع جمالها على الزهر , وجعلها نعمة , وتخيلها تضرب البحر بشعاعها . وقد عمد الكاتب إلى التأنق في اختيار الكلمات كما امتاز النص بالسجع والازدواج . جرى النص على طريقة الإخبار وفيه وَجَّهَ الكاتب خطابه إلى الشمسِ وأبدى عاطفة الإعجاب في أحوالها وآثارها.
النص الرابع : ( محمود تيمور ) أيها القرص العظيم , أأنت حقاً شمس المشرق , التي نودعها كل مساء بدعاء من شرفات المآذن , يرن في السماء , معلناً اختفاءك من الدنيا , وانسلاخ آية النهار , ثم نستقبلك عند الفجر بهذا الدعاء , الذي تتجاوب به أنحاء الفضاء , مؤذناً بعودتك الظافرة , وانتساخ آية الليل ؟
في
هذا النص
النثري
وجه الكاتب خطابه إلى الشمس حيث بدا تأثره بهذا
المنظر الفريد , الذي تتجلى فيه القدرة الإلهية ؛
ففاضت نفسه بالشعور الديني , وغمره الإشراق الروحي ,
وكان لهذا أثره في مناجاته للشمس , إذ ذكر المآذن
والأذان .هذا وقد تخيل تيمور الشمس إنسانة يخاطبها
ويناجيها, ويودعها ويستقبلها , وأن لها عودة ظافرة ,
وقد استخدم الكاتب اسلوباً
مرسلاً
خالٍ من التزيين والتحسين وعمد إلى
التأنق في اختيار الكلمات
مع تضمين النص بعض الأساليب
الطلبية
, مثل
النداء
في ( أيها القرص )
والاستفهام
في(أأنت حقاً ...؟) .كما يلاحظ بعض
الإطالة
في تعبيراته , مثل : معلناً اختفاءك من الدنيا ,
وانسلاخ آية النهار , ومثل : مؤذناً بعودتك الظافرة ,
وانتساخ آية الليل .
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |