تقيس نظرية التصادم عدد التصادمات بين الجزيئات في وحدة الزمن ( الثانية أو الدقيقة ... إلخ ) ، كما أن محتواها الأساسي بديهي وهو أنه حتى يحدث التفاعل يجب أن يحدث التصادم ( التلاقي ) بين الجزيئات.  ولكن ثبت أن هذه الأمور وحدها لا تكفي دائماً لحدوث تفاعل ، فما الشروط الأخرى التي يجب توافرها لحدوث تفاعل ؟ هذا ما تجيب عليه نظرية الحالة الانتقالية التي يعتبر محتواها مكملاً لمحتوى نظرية التصادم .

نظرية الحالة الانتقالية : ذكرنا سابقاً أن تمثيل التفاعل الكيميائي بمعادلة إجمالية هدفه تبسيط الأمور وعدم الخوض في تفاصيل كثيرة نحن في غنى عنها . ولكن بما أن معظم التغيرات الكيميائية تتم في مجموعة من الخطوات وليس بخطوة واحدة ، فإننا نتوقع أن يكون ضمن هذه الخطوات نواتج ومكونات تظهر في مرحلة وتختفي في أخرى . هذه الحقائق وغيرها جعلت الكيميائيين يضعون نظرية سميت نظرية الحالة الانتقالية وهذه النظرية تشتمل على العديد من الحقائق والمفاهيم نوجزها تالياً .

اتفق الكيميائيون أن محور اهتمام هذه النظرية هو طاقة حركة الجزيئات واتجاهات تصادمها من أجل إحداث تفاعل كيميائي والحصول على النواتج .ولعل الدارس يذكر أنه في كثير من الحالات لا يكون التصادم بين الجزيئات كافياً لإحداث التفاعل والوصول إلى النواتج، وهذا يقودنا إلى مفهوم آخر من مفاهيم نظرية الحالة الانتقالية هو مفهوم طاقة التنشيط لدراسة وتفسير مثل هذه الظواهر وهي كثيرة .

   هنالك الكثير من الأمثلة التي يعرفها الدارس لتفاعلات منتجة للطاقة ولكنها لا تحدث تلقائياً دون إمدادها ببعض الطاقة الخارجية ، ولعل أوضحها في حياتنا اليومية هو عمليات الاحتراق على اختلاف أشكالها ، فإذا أردت إشعال الغاز احتجت إلى شرارة أو إلى عود ثقاب ، وإذا أردت إشعال الفحم فالشرارة قد لا تكفي ، وأنت تضطر لاستخدام وسائل أخرى . إن الهدف من الطاقة الخارجية المعطاة هو بدء التفاعل . اتفق الكيميائيون على مفهوم أسموه طاقة التنشيط .

طاقة التنشيط : هي  الحد الأدنى من الطاقة الخارجية ( أو بتعبير آخر أقل كمية من الطاقة الخارجية )التي يجب إعطاؤها للتفاعل حتى يبدأ ويستمر بعد ذلك لوحده ودون أي مساعدات أخرى .

1 | 2 | 3 | 4 | 5

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية