ثانياً : فهم النص وتذوقه
في البيت الأول
يقارن شوقي بين الركاز وهو
الشيء الثمين الذي يدفن في الأرض لقيمته ، وبين بقايا
جسد المختار الذي دفن في وادي برقة .
فما وجه
الشبه بين الاثنين ! النداء موجه في البيت الثاني ، للمستعمرين الإيطاليين : الذين جعلوا من قبر المختار منارة دامية ، تدعو أجيال أبناء ليبيا ، واخوانهم في الوطن العربي إلى كراهية أفعال المستعمرين الشنيعة ، واستذكار شرورهم على مدى الدهر .
وهو لا يزال في البيت الثالث ، يُعَنِّف المستعمرين ، الذين يتسببون في تسميم العلاقات بين الشعوب – بدلاً من أن يؤسسوا هذه العلاقات على الحب والمودة والتقدير !
وفي البيت التالي ، ما زال شوقي يركز على تصوير جرائم الإيطاليين الذين جعلوا من مقتل عمر المختار ، جرحاً أبديا مفتوحاً ، وضحية ، يتلمس أبناء شعبه الطريق للثأر من الطغاة ، ويتخلص من ظلمهم وعسفهم وقهرهم بالانتقام والثأر للشهيد ولأبناء الوطن من هؤلاء الطغاة !
ثم يلتفت شوقي في البيت الخامس وفي بقية الأبيات لتصوير مآثر الشهيد عمر المختار – مركزاً على قيم أخلاقية عربية وإسلامية وجاهلية من أجل إظهار امتلاك المختار لهذه القيم الأصيلة ، والدفاع عنها والاستشهاد في سبيل الحفاظ عليها .
فالمختار سيف من سيوف الأمة ، سيف مسلول من غمده ، وهو
مشرع في البيداء وهو ذو ديمومة خالدة ، تزيد أسياف
الأمة على المدى مضاءً وقوة وعزيمة – قيمة الديمومة
والاقتداء –.
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |