وهؤلاء العرب الأمجاد اعتادوا على ارتياد شرق العالم وغربه ، حاملين رسالة أمتهم وحضارتهم إلى هذه الأصقاع - فهم لو شاؤوا الوصول إلى أبعد أبراج السماء ، لما توانوا عن فعل ذلك . ولعل انفعال الشاعر الشديد بسوء فعلة المستعمرين بعمر المختار ، هو الذي قاد إلى هذه المبالغة الظاهرة !
وهؤلاء العرب ، لم تستعص عليهم أي بقعة في العالم ، وخير مثال على ذلك وصولهم إلى أبواب فرنسا ، وإخضاع إسبانيا وما جاورها لقوتهم ، عندما أسسوا فيها دولة عربية استمر بقاؤها أكثر من سبعة قرون .
ولم ينس الشاعر أن يُذَكِّرَ أعداء الأمة العربية ، المستصغرين شأنها ، بحضارة العباسيين في بغداد ، وحضارة الأمويين في دمشق .
ويعود الشاعر إلى امتداح عمر المختار ، بالقيم العربية الأصيلة . فهو لم يطمع في مواجهة المستعمرين من أجل نيل الثروة المادية – لكنه آثر الثورة عليهم – مع بؤس حالته المادية – على الاستكانة لهم ، رغم ثراء أسرته ، ومكانتها الاجتماعية .
وهذه هي شيم كرام العرب ، الذين يرتضون بالصبر على
المصاعب مع الكرامة والشرف ، ويرفضون الرفاهية مع الذل
والاستكانة .
ولم يكتف الشاعر ، ببيان أثر الفاجعة على أهل إفريقيا
، بل يستحضر أثر فقد المختار ،على المسلمين في كافة
أرجاء وطنهم ، الذين لا يدرون كيف يتعزون بفقده .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |