دراسة النص : أولاً : حول النص والشاعر والمناسبة هذه القصيدة هي مختارات من قصيدة شوقي في رثاء شيخ المجاهدين ، عمر المختار . وهي من الجزء الثالث من الديوان ، الذي خصصه شوقي لرثاء الزعماء ورجال السياسة والحكم وغيرهم .
وقد أبرز أحمد شوقي في رثائه لهم : أهم الأعمال وأبرز
المزايا الخلقية والعملية التي كانوا يتمتعون بها .
وقد قصد من وراء ذلك تخليد جميل خصالهم ، وتخليد
أعمالهم في ذهن المواطن العربي .
ولم يمنعه كبر سنه ، من مواصلة الكفاح بهمة عالية ، فقد كان في أواخر الثمانينيات عندما قام بثورته ، وكان في التسعين من العمر عندما أُسر في إحدى المعارك ، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة صورية ، وبدافع حقد القادة الإيطاليين الأسود ، ولم يكتف المستعمرون بشنق شيخ المجاهدين ، بل ألقوا بجثمانه من طائرة حملته بعد شنقه إلى الأجواء – وكأنهم بهذه الفعلة الشنعاء قد انتقموا من المجاهد مرتين! ولم يكونوا يعلمون أنهم بذلك ، يصورون وحشيتهم وقسوة أحكامهم ، ضد المناضلين الشرفاء من أبناء الأمة العربية . وأنهم بذلك يخلدون ذكراهم ويمجدون أفعالهم في أعين أبناء أمتهم ، وفي نظر من يحترم الشجاعة ، ورموز الدفاع عن الوطن والأمة من أبناء شعوب الأرض الأحرار .
وانطلاقاً من تقدير جهاد عمر المختار ، ووقفته وأبناء شعبه في وجه الغازين الطامعين في أرض وطنهم . وتخليداً لعمر المختار وكل المناضلين في سبيل دفع الأذى عن أرض الأمة ، حاول شوقي تصوير مشاعره ومشاعر الأمة العربية والإسلامية حيال بطولات هذا الزعيم الشيخ ، ووفائه لما نذر نفسه له ، وصلابته وشموخه أمام أعدائه بعد أسره وإعدامه . وقد اختيرت هذه الأبيات من قصيدة شوقي الطويلة ، في عمر المختار ، للتدليل على صفات المختار التي ذكرنا .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |