النظرة التحليلية والرأي الشخصي
في هذه القصيدة قارن الشاعر بين السيف والكتاب وفضل السيف على الكتاب، حسب رأي الشاعر فإن السيف هو القوة النافذة التي لها تأثير أكبر من الكتاب (الكتاب يمثل الفكر والكلام). فالكلام والفكر لا يتعدى تأثيرهما التأثير المعنوي، ولا نستطيع استرجاع حق مسلوب إلا باستخدام القوة والبطش، وما يؤخذ بالسيف لا يرد إلا بالسيف. السيف له تأثير مادي ملحوظ وملموس على أرض الواقع أما الفكر فلا أثر ولا فائدة ترجى منه دون قوة تأتي به إلى حيز الواقع، وأبسط مثال على ذلك أنه لو كان خصمك شريراً وقوياً وأنت خيراً ومستضعفاً فلن تقدر على رد عدوانه عليك والغلبة ستكون من نصيبه لا محالة، ولكن حسب اعتقادي لو أن كلام الشاعر صحيح لبقيت الإمبراطوريات التي شيدت بقوة الذراع ولم تنهار وما دامت الحركات التبشيرية والدعوة إلى الأديان السماوية التي تعتمد على تنوير العقل والروح ولكننا نرى أن الأخيرة هي التي تدوم مع أن أتباعها كانوا من المستضعفين ولكن بقوة إيمانهم لم يهزموا ، فالحرية ليست حرية الجسد بل حرية الروح التي لن تطال بالسيف.
ويصف الشاعر السيف على أنه
الفاصل بين الجد والهزل. السيف هو الجد
والكلام لا يتعدى إلا أن يكون من ضروب اللعب
والهزل، السيف حد قاطع فيه اليقين بعكس الكلام
الذي فيه كل الشك والريبة، ففي الكلام والفكر
تعدد واختلاف ولا يوجد فيه استقرار على الرأي
مما يبعث في نفس الشاعر اعتقاداً أن الكلام
يؤدي إلى الريبة والشك فنرى انقساماً وتفرقاً
في المجتمع كل حسب مبدأ يسير وفقه، أما السيف
الذي يرمز إلى القوة والسلطة فهو لا يتأثر
بالجدل ولا يحيد عن طريق الخير إلى طريق الشر
ويفصل بين الحق والباطل.
ولا أظن الشاعر صادقاً في تعميمه لهذه الحالة فصدق رأيه مقتصر على
وجود القوة في يد الحق وبذلك فإن السيف سيكون نصرةً للحق والعدالة،
أما إذا كان السيف قوة بيد الشر فإن الآية ستنقلب وفي هذه الحالة
لن يخدم السيف الحق كما أدعى الشاعر.
كما أن القوة لن تفيد دون أن تكون نابعة عن إيمان بمعتقد والسير
وراء فكرة أو مبدأ فالسيف يعمل لتحقيق رأي أو إيمان بفكره
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |