القسم / التنبؤ :
هذه التأويلات المتعددة التي تقدمها لنا الرواية
تأتي على شكل أقاويل لايمكن إلا أن نشك في صحتها أو
ملاءمتها لما تقدمه لنا
الرواية
من إمكانات ومعطيات . فحليمة بائعة اللبن لاتسوق (
تروي ) الخبر إلا بقصد مركزي : إغاظة آمنة. ولذلك
فإنها تذهب إلى اختلاق سبب وجيه يقضي بالزواج
بين الزين ونعمة بإعطائه بعدا عجائبيا (حلم نعمة
بالحنين) . وعلينا ألا ننسى في هذا السياق "
التنبؤ
" الذي جاء على لسان الحنين . إن حليمة تستثمره بذكاء
مركزة على بعده القابل للتحقيق ، فهو الكلام الذي
لايرد .
أما الطريفي ( التلميذ ) فيجعل الزواج جاء بإرادة "
نعمة " لما رأت الزين وسط النساء وهن يضحكن منه . إنه
التحدي الذي تمارسه نعمة حيال قريناتها . أما عبد
الصمد فيجعل أمر طلب الزواج جاء بناء على رغبة الزين ،
فهو الذي أقدم على ذلك بتوجيه من "كلام
" الحنين الذي يعتقد فيه ، وسبق أن بينا استشهاد الزين
بكلام الحنين .
تتعدد هذه التأويلات ( الأقاويل ) وتختلف باختلاف
أصوات الرواية . تركز حليمة على نعمة من خلال حلمها
بالحنين ، والطريفي كذلك ينطلق من نعمة تبعا
للمشهد الذي عاينته هذه الأخيرة ، بينما يركز عبد
الصمد على الزين .هذه الاختلافات في تأويل "الخبر"
ترتبط بجلاء باختلاف طريقة تقديم الخبر من قبل
الأصوات التي وقفنا عليها .
لكن الراوي له وجهة نظر خاصة بصدد هذه التأويلات ، فهو
يستبعدها جميعا ، ويقدم لنا تأويلا آخر يراه مناسبا .
يبدو لنا ذلك بجلاء في قوله
" من المرجح أن الذي حدث غير هذا
"
. إن الصيغة بينة في الكشف عن التأويلات المقدمة ومدى
مجانبتها للصواب ، لذلك يقترح علينا تأويلا مغايرا "
إن نعمة بما فيها من عناد ، وربما بوازع الشفقة على
الزين ، أو تحت تأثير القيام بتضحية ،
قررت أن تتزوج الزين
".
يركز الراوي على البعد النفسي
لـ"
نعمة " وما تتميز به من عناد ، ويفسر ذلك بتشديده على
"
ربما
" من
خلال الإيحاء إلى شفقة نعمة على الزين ، ورغبتها في
التضحية .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |