القسم / التنبؤ :
التنبؤ :
إذا كان "
القسم
"
بالطلاق هو ملفوظ الشخصية الذي يثير السخرية
والضحك في بداية النص ، لأن الزين لايمكن أن يتزوج ،
كما كان ذلك في وعي الشخصيات ، فإن
"
التنبؤ
" ملفوظ شخصية الحنين الشيخ الناسك في القرية . وهذاا
الملفوظ له طابع سحري ، ويأتي من شخصية "
عجائبية
" ، لأنه كما يرى محجوب بصدد أقوال الحنين
"نبوءات هؤلاء النساك
لاتذهب هدرا " . بعد الشجار الذي وقع بين الزين وسيف الدين بسبب أخت سيف الدين ليلة عرسها ، وكاد الزين أن يقتل سيف الدين، جاء الحنين ليوقف الزين وهو ممسك برقبة سيف الدين ، وقال له " باكر تعرس أحسن بت في البلد دي . وأحس محجوب بخفقة خفية في قلبه . كان فيه رهبة دفينة ما لأهل الدين ،،، " .
تتضافر هذه النبوءة مع القسم لتلعب دورا مهما في تشعب
خبر الزين ، وتفسير العوامل المتعددة التي ساهمت
في تحققه ، وتقديم مختلف العناصر التي تجعله ممكنا ،
وفي النهاية واقعا . وفعلا نلاحظ أنه إذا كانت هذه
النبوءة قد جاءت في منتصف الرواية ، فإننا نلاحظ في
المجلس الذي ضم الناظر والشيخ علي وعبد الصمد ، وهم
يتحدثون عن الزين والزواج ، كيف يتدخل عبد الصمد ليقول
:
" كلام
الحنين ما وقع في البحر . قال له باكر تعرس أحسن بت في
البلد"
. ويعلق الناظر :
" أي نعم والله .
أحسن بت في البلد إطلاقا . أي جمال ! أي أدب ! أي
حشمة ! ... " .
ويتكرر المشهد بحضور الزين في مجلس يضم محجوبا وسعيد
والطاهر الرواسي ،،، وهم
يتحدثون عن عرس الزين متعجبين ، فيتدخل الزين
" وقال في سرور :
الحنين قال لي قدامكم كلكم : باكر تعرس أحسن بت في
البلد " .
إن التعبير عن كلام الحنين من خلال التكراري له
أكثر من دلالة في توجيه الأحداث ، والهيمنة عليها .
إنه يوجهها لأن النبوءة ليست فقط قولا عاديا من شخصية
عادية ، ولكنه يساهم في تشعب الحدث بجعله "
مقبولا
" من قبل الشخصيات التي لايمكنها أن تعارضه
أو أن
تتدخل ضده . وسنلاحظ ذلك بجلاء في التأويلات التي
رافقت الحدث ، وما جره من أقاويل وتعليقات .
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |