لقد ربط الكاتب بطريقة فريدة ، بين العبدلي وأسرته. والقس وشماسه،وصاحبة الفندق وعمالها وعاملاتها، وحتى سائق العربة وبين إيما، وأنشأ بينهم علاقات متصالحة غالبا ومتنافرة في بعض الأحيان، حتى( ليون) عاشقها الأول، الذي كان موظفا مغموراً وعاشقها المثالي الذي كان ثريا وخبيراً بالنساء( رودلف) ، لم يكونا ليعرفا لو أن إيما لم تحبهما ! وهكذا استطاع فلوبير أن يجعل منه قطب الرحى ، الذي يجمع بين كل هؤلاء الشخوص، ومركز اهتمامهم، لالإنها قدوة في سلوكها وأخلاقها، بل لأنها ربما حاولت التظاهر بذلك!حتى زوجها، لم يبدي مرة واحدة مايظهر ثورته من ممارساتها وطلباتها كان بوده أن يكسب رضاها بأي ثمن. متفانيا في محاولة إسعادها. وقد بدت الأحداث والوقائع في الرواية في خدمة استمرار غرورها وتفاخرها حتى بما يعتبر عيبا عندما صاحت ----- بعد أن أحد لقاءاتها برودلف: إن لي عشيقا ! لكن كل ذلك ماكان ليستمر، من وجهة نظر الكاتب والقارىء معاً ! نعرف كيف يستطيع أن يضع حداً لغرورها وتناقضها ! لقد تسلط عليها تاجر مرآب _ ليريه _ فأخذ يقدم لها ماتشتهي من ثياب وأدوات زينة ، وغير ذلك ، وأغرها بأن تستدين ، وعند عجزها عن السداد طلب إليها أن توقع على صكوك _ كمبيالات _ تستحق الدفع فيما بعد، وأن تحصل من زوجها على توكيل عام تستطيع به أن تتصرف في عقاراته، وعندما لم تستطع الوفاء بالدين باعت بعض العقار، لكن ذلك لم يكن كافيا ، طلب ليريه الحجز على أملاك زوجها وبيته،وتشعر عند نقطة التأزم بل ذروته ، بأنها محتاجة إلى تدبير المبلغ ، فتلجأ إلى كل من تعرف مطالبة بالنقود ومن ضمن هؤلاء ليون ورودلف ، ولكنهم يعتذرون لها. فتلجأ على فتى في الصيدلية ، تحصل منه على السم وتنتهي القصة بموتها ومن ثم موت زوجها ، وتشرد ابنتها. عملت حبكة القصة الجيدة _ تطور الأحداث والأزمات لتصل بشكل طبيعي على الذروة ثم غلى نقطة التنوير على أن يظهر العمل كوحدة مترابطة !
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |