نجد أن الكاتب لجأ في هذا المجال إلى عدة سبل منها:
1. لجأ
الكاتب إلى تنويع الأشخاص في الرواية من حيث البيئة والتربية، مما أتاح
المجال مجالا للقارئ كي يجد فروقا في سلوكهم وتصرفاتهم.
2.عرض
الكاتب للمواقف الإنسانية، أن تبدو وكما هي في الحياة: فالحب والكراهية
ومشاعر الفقير، ومشاعر الفني، والظلم والعدل، هذه الثنائيات، جعلت الرواية
تبدو مقنعة للقارئ وأن أبطال الرواية وشخوصها يتصارعون حول هذه الثنائيات.
3.
تناولت مضامين الرواية مفارقات واضحة في سلوك شخوصها، ومع أن التجانس في
التربية والبيئة، كان السائد بيهم. إلا أنها كادت تقتصر على هذه الشريحة،
دون غيرها. مما قصرهمّ القارئ على التعرف على نمط وحيد من التفكير والطموح.
4. قد يكون في التعاطف الذي يلمسه القارئ، في الشخوص: ابنة الهوى (نبوية) والشيخ (الجنيدي) تجاه اللص القاتل (سعيد) نوع من الشفقة على هذا النوع من الناس، الذي شاءت الظروف أن يكون مجرما!
قد يكون العرض من رواية فلوبير – بالإضافة إلى بيان قدراته الفنية، رسم صورة للمجتمع الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر، دون تزوير – هو ينتمي أيضاً إلى التيار الموقفي في الأدب والفن، وساعده في ذلك:
1.
معرفة الكاتب ------- نفوس الشخصيات التي يتناولها، فالعلاقات النفعية كانت
وما زالت منتشرة في أي مجتمع. وزواج شارك من العجوز ثم من إيما يمثل جانبا
من العلاقات الإنسانية النفعية!
2. ساعد
الكاتب، معرفته – عن طريق الخبرات الشخصية – بطرائق تفكير أبناء الشعب
الفرنسي بكل طبقاته، أي النبلاء والطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة، بل وحتى
الشحاذين. لذا بدا كل واحد منهم مقنعاً للقارئ!
3. يضاف
إلى هذا أن معارفه العامة في الطب والصيدلة والقانون والأخلاق والدين
والتاريخ والفنون، كل ذلك ساعده في رسم الصور الدقيقة لسلوك وصراع كل من
سخوصه على رقعة الرواية.
4. كما
أعانه ذكاؤه وبنوغه في تطوير بناء شخصياته، بحيث لا يلمح القارئ أي تناقض
من الشخصية في الرواية. وبين ما أوحى به من صفاتها العامة. 5. وقد أسعفته ثقافته الأدبية، على أن ينطق شخوصه جميعهم بالكلام الأنيق، الذي يكاد يكون شعراً.
|
||||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |