المقطع الرابع: آمال ... ضائعة
واحسرتاه ، متى أنام
فأحسّ أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟
بين القرى المتهيّبات خطاي و المدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه ،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمى من عثار
فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار
مضامين اللوحة:
لقد نوه الشاعر إلى ليل العراق في المقطع السابق، وهو ماضٍ في تذكر ذلك
الليل ويتمنى أن يغفو في إحدى الليالي، يتنسم ندى جميلاً معطراً بأرج
العراق، وهو ما فتئ يتغنى بتربة العراق الندية والخصبة كلما تنقل بين
مدن المنافي الغريبة، ويحمل ألام وأمال العراق أرضاً وشعباً على
عاتقيه، كما حمل السيد المسيح صليبه في طريقه إلى الجلجلة، وهو
أثناء سيره الصعب ما زال يسمع وقع أقدام الكادحين الدامية من شعبه من
شدة البؤس، مضافاً إليها نداء وطنه المكلوم، وكلاهما يقع وقعاً ثقيلاً
على سمعه وبصره، وكأنهما الريح المتربة التي تهب على العيون فتتسبب في
إيذائها.
ما الدلالة النفسية التي يستشعرها القارئ من القرى المتهيبات ومن المدن
الغريبة؟
|