في كلّ قطرةٍ من
المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنّة الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكلّ قطرةٍ تُراقُ من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدتْ على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتيّ واهبِ الحياة
مطر مطر مطر
سيعشبُ العراقُ بالمطر
أصيحُ بالخليج: "يا خليج..
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
وينثرُ الخليجُ من هباته الكثار
على الرمال، رغوةَ الأجاج، والمحار
وما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يرُبّها الفرات بالندى
وأسمعُ الصدى
يرنّ في الخليج:
مطرمطر
مطر
في كل قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتي، واهبِ الحياة
ويهطلُ المطرُ
|
أنشودة المطر
جو النص
يستشعر السياب
الاحداث الجسام التي سيشهدها العراق,لأن هذا المطر على ضفاف الوطن على
ضفاف العراق , على ضفاف الخليج رغوة من الماء المالح وبقايا عظام مهاجر
يائس تكسرت مع الأمواج .
في
كلّ قطرةٍ من المطر حمراءُ أو ...
يستخدم
الشاعر هنا المدلول العام لأسطورة (تموز)
أو أسطورة أدونيس اليونانية حيث فكرة
الإنبعاث والخصب والتجدد مع حركة الفصول وعودة الحياة إلى الأرض بعد
الجفاف فالإزدهار هي ( أدونيس) الذي
مسخته الآلهه عشتروت زهرة.
وألف أفعى تمتص الرحيق . .
يظهر هنا تأثر الشاعر بما ورد في أسطورة
جلجامش البابلية . ففيها ورد أن الأفعى
ابتلعن عشبة الحياة التي أحضرها الذي واجه الصعوبات والاهوال بعد أن
قطع سبعة بحار واستغلت الأفعى غفلته خلال عودته فابتلعت العشبة.
وكل
قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد...للدم
هنا دلالة حقيقية فهي تدل على أبناء العراق الذين أذلهم أصحاب السلطة
والطامعون.
بعد هذه
الصورة المتلاحقة القاتمة , تطل صورة الأمل بصدى ينبعث من الخليج يحمل
معه المطرالخير, المطر العطاء , مبشراً بعالم جديد ,مشرق يعطي الحياة
مع هطول المطر .
|