والوزن الذي يكتب به الموشح يختلف، ويجوز أن يخلط فيه الكامل مع
المجزوء، من البحر الواحد. والأشطار الثلاثة المتحدة القافية قد
يقع فيها أن تكون قافية متوسطة، وفي قليل من الأحيان يوجد أربعة
أشطار متحدة القافية.
وهكذا نرى أن الموشح
يمكن أن ينظم على ستة أو سبعة أنماط. وقد انتشر هذا اللون من النظم
بعد ذلك في الشرق، ومن أشهر من برعوا فيه من المشارقة "ابن
سناء الملك المصري" الذي اشتهر بموشحته التي
يقول في مطلعها:
حببى ارفَعْ حجابَ النور
عن العِذار
تنظرْ المسك على الكافور
في جُلَّنار
كَلِّى يا سُحْبُ تيجانَ الرُّبى بالحُلِى
واجعلى سوارها مُنْعَطف الجدول
وإلى جانب الموشح نشأ الزجل باللغة
المستعملة في بلاد الأندلس، مع مزجها باللغة الأسبانية الدارجة.
ومن أوائل من نظموا الأزجال "سعيد بن عبد ربه"
(المتوفى سنة 341ه) ابن عم صاحب
"العقد"، وكان من المشتغلين بعلوم الأوائل
من الفلسفة وسائر العلوم. ومن بعده "أبو يوسف هارون
الرمادي" شاعر المنصور، الذي كان يسمى
"أبا جنيس"
(المتوفى سنة 412) وكان أول من أكثر من التضمين في المراكز ، ثم
"عبادة ابن ماء السماء" (المتوفى سنة 415ه)
الذي ابتكر التضفير أو التضمين بأن مواضع الوقف في الأغصان فضمنها،
كما اعتقد "الرمادي" مواضع الوقف في
المركز. أما أبرز الزجالين جميعاً فهو
"أبو بكر محمد بن عبد الملك بن قزمان"
الذي ولد في قرطبة بعد سنة 460 وتوفى سنة554 ه.
|