طرق
التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم
رابعاً : طريقة الاستجواب
مفهومها :
قد يبدو اسم
الطريقة "الاستجواب" غريباً نوعاً ما على الدارسين ، ولكننا عندما عَرّفنا طرق
التدريس والتعليم ذكرنا ، أنها وسائط وأدوات تُستثمر لكي تحقق أهدافاً حقيقية
في حياة المتعلمين ، وبمعنى آخر أن تؤدي إلى تدريب التعلمين على فهم خبرات
يعيشونها ، أو تهيئة الأجواء لممارسة خبرات تربوية تساعدهم على التأثير على
الحياة في مجتمعهم .
ومن أجل أن يكون
المتعلم مؤثراً ومتأثراً في حياته الاجتماعية ، لا بد له من أن يعرف كيف
يُكيَّف حياته ومواقفه ، لأداء مثل هذا الدور فَيُعِدُّ نفسه على أساس من
الحاجات التي يتوقع أن يمارسها ، وفي الوقت نفسه يكون مستعداً للأمور التي
يتوقع من الأخرين أن يمارسوها عليه ، وبذا يكون قد حَضّرَ نفسه كي يعيش الدور ،
دون أن يرسم خط حياته في اتجاه واحد يتمركز حول ما يريده هو غير عابيء بما يمكن
أن يطالبه به الأخرون الذين يتعامل معهم في جميع مناشط حياته .
مواقف حياتية تقتضي الاستجواب
ففي كثير من مواقف
الحياة يفاجأ المرء بمواقف لا حَصْرَ لها ، لم يكن قد توقع أن يَمُرَّ بها ، أو
كان قد توقع أن غيره من الممكن أن يمر بها ، ولكنه على حين غرة يجد نفسه وسط
موقف قد يبدو محيراً أو ربما مقلقاً له وجديداً عليه كل الجدة ، لكن لا بد من
أن يواجهه ، فلا مَفرّ له من ذلك .
وفي هذا الموقف
ربما تبدو جميع الخبرات العقلية والتربوية والاجتماعية والنفسية – التي يعرفها
الإنسان – ضرورية ولازمةً في مثل هذه المواجهة ، وكأننا نقول إن كل الخبرات
العلمية والنظرية صارت لازمة للمواجهة ، وضرورية كلها لحل المشكلة أو مجموعة
المشاكل التي طرأت بشكل مفاجئ .
فقد
يتوجه موظف إلى عمله ذات صباح ، قاصداً موقع العمل ، وهو يمُنّي النفس أن يصل
مبكراً كعادته ، ولكن حادثاً قد يقع أثناء ذلك ، وقد يكون مطلوباً منه أن يكون
شاهداً على ما حدث !
فماذا هو فاعل ! هو
يقف الآن أمام أحد رجال الشرطة أو القضاء أو غيرهم وهو يتولى الاستماع إلى
شهادته على الحادث ، من خلال طرح عدد من الأسئلة عليه ، يتعلق بعضها بالتعرف
على شخصيته وعمله ، وبعضها يتعلق بموضوع الحادثة التي شهدها ، وتفسير أسباب
حدوثها أو الطريقة التي حدثت بها ، وهو لا يملك سوى أن يستجمع ما رآه ، من
وقائع ، وربط بعضها ببعض ، وصولاً إلى ما يُشَكِّلُ إجابات على أسئلة المستجوب
.
|