الكشفية وتحديات الشباب
يتميز عالمنا اليوم بالاثارة والتحدي للشباب الذين يواجهون صعوبات في استكشاف معاني ومغزى ما يدور من حولهم ، ويستمر الشباب في طرح العديد من الاسئلة الرئيسة حول مفهوم الحب والسعادة ، القبول والهوية ، الحرب والسلام. فهم يسعون للوصول الى غايتهم وتحقيق الحياة المتكاملة التي يعبر عنها بالرغبة القوية في عقد العلاقات، خاصةً ضمن المجتمع الواحد.
ان الرحلة الى الرشد او الادراك تنطوي على الرغبة المتأصلة في استكشاف وتطوير مواهب الشباب الخاصة وامكانياتهم. ومع كل ذلك يظهر القلق والارتباك. وهو قلق ناتج عن المهمة الصعبة في تنظيم عناصر التكوين للوصول الى النضج والادراك. ان البحث عن المعنى ومغزى الاشياء هو في الواقع البحث عن الله.
"قلوبنا قلقة يا رب ، لن تهدأ الا بك يا الله" (اوغسطينوس)
تأثير المجتمع المعاصر: لقد توسعت الفرصة امام الشباب للانضمام الى التعليم بجميع مستوياته. ومع التقدم المستمر في مجال التكنولوجيا ، ازدادت المعلومات المتوفرة وكذلك اصبح بالامكان الحصول عليها بسهولة ويّسر ، كما تعززت عملية الفهم والاستيعاب بشكل كبير.
ومع الامكانية المتزايدة لنقل المعلومات ، اصبحت الحاجات البشرية والظروف التي يمر بها الناس واضحة للجميع. |
الأب عماد الطوال- الحصن
. |
|||||
فقد اصبح بالامكان تلبية هذه الحاجات بسهولة واصبح الجميع مسؤولين عن تطوير ما يسمى ب "الادراك البيئي". لقد اضافت العولمة للشباب الدافع للتحرك واستكشاف العالم من حولهم على المستوى الشخصي ، وكذلك فان العولمة تعد السبب الرئيسي لانخفاض مستوى الجهل الثقافي. لكن في الوقت ذاته ، فقد تأثر المجتمع المعاصر بالاستهلاك الفكري والذي تحكمت به وسائل الاعلام. فقد عكس التفكير الانساني الرغبات الدنيوية الفردانية: تعرض الحياة الاسرية للتهديد ، وطرح الاسئلة حول المعتقدات الدينية ، تلبية الحاجات والرضا الفورية ، ونالت الحقوق الفردية الاسبقية على حساب الحاجات الاشتراكية ، وكذلك ازدهر المذهب المادي بشكل كبير.
ان "الطريق السريع للمعلومات" يقدم سيل من الحقائق التي غالباً ما تؤدي الى تحليلات لا تعكس الاحداث الواقعية. وبذلك ، يتعرض الشباب لصورة احادية الابعاد حول القضايا الانسانية. ان "الوقت الحاضر" هو كل شىء بالنسبة لنا . أصبح التفوق في طي النسيان وتعرضت العواطف الانسانية العميقة للاندثار. وعند النظر الى جميع هذه الامور بالاضافة الى وضع الافراد في الهامش والمشاكل المختلفة التي يواجهها الشباب في العديد من البلدان مثل: الفقر والبطالة (الحالية والمستقبلية) وكذلك العنف والحرب والارهاب ، فقد اصبح من الصعب على الشباب النضال والسعي لمعرفة معاني الاشياء.
نحن نؤمن ككشافة ان بمقدورنا توفير المعلومات والتعليم الذي يساعد الشباب في مواجهة تحديات العيش في هذا العالم المعقد. ان النشاط الكشفي طبقاً للاهداف التي حددها مؤسسها ، اللورد بادن باول ، يشمل قيادة الشباب لكي يكونوا المخططين والمنفذين لتطورهم الخاص وكذلك تطوير اساليب تحفيز تطور الفرد والمجتمع. وهذه المعرفة تؤدي الى خلق الشباب الواعي الذي يتقبل مسؤولية الحياة الشاقة الطويلة في الحياة.
الشباب بحاجة الى الاهتمام والعيش في المجتمعات الموّحدة الفاعلة. وهنا تعرض المجموعات الكشفية دروس تجريبية حول الحياة المجتمعية وتعرض تفصيلات عن الجوانب الاربعة الاساسية للمجتمع: العضوية والمراجع والحوار والاحتفاء.
ان تعزيز الاحترام والتقدير الذاتي ينبثق من الأمن والثقة لدى الفرد والايمان بوجود الله في حياتنا وعالمنا. ان طرق واساليب النشاطات الكشفية تحقق هذه الاهداف ، فبأتباع هذه الطرق لتعزيز الوعي يمكن للكشفية ان تطور الفهم والاحترام لدى الشباب للموروث التاريخي الديني.
ان الثقة بموروثنا يقود الى التفاعل مع الآخرين. ان اكتساب العضوية والانتماء الى الحركة الكشفية العالمية توفر البيئة المتميزة لجميع الافراد من الاصول الاجتماعية المختلفة ومن جميع الاعراق والاوطان والاديان او المعتقدات الروحية. ويعد الاحترام والسماحة والتعاطف والرغبة للعمل معاً من اجل تحقيق السلام والعدالة والرحمة هي الثمار التي نجنيها من هذا التنوع العظيم. فالامكانيات المتأصلة في الكشافة تتضاعف وتزداد بفعل هذا التنوع.
ان فهم وادراك المسؤولية البشرية يؤدي بصورة طبيعية الى ادراك وتمييز الحاجة الى اهتمام كل الاشخاص بارضنا واستثمار موارد هذه الارض المعطاء بحكمة وتعقل فالنشاطات الكشفية تسهم في تنمية الادراك البيئي لدى الشباب.
|
||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |