تفخر
الكثير من مدارسنا بأن لديها مكتبات مجهّزة بالأثاث والكتب والمراجع .
وبأنّ لديها أمناء مكتبات متخصّصين . إلا أنّ هذا لا يعني أن مثل هذه
المكتبات تؤدّي المهام المنوطة بها، والتي على رأسها خلق جيل قارئ،
يُقبل على رفوف الكتب بقلب شغوف لاستطلاعها، واختيار ما يروقه منها،
ليقرأه فيما بعد بمتعة كبيرة.
صحيح أن انتشار التلفاز
والحاسوب
أثّر على إقبال الكثيرين منا على قراءة الكتب. إلا أنّ ذلك لا يُعتبَر
بديلاً عن
الكتاب،
وإنما هو رديف له. فعن طريق المذياع والتلفاز مثلاً نقرأ قراءة استماع،
وهذا بحدّ ذاته نوع من أنواع القراءة. ولكن المهّم أن نختار ما يستحقّ
القراءة، وأن لا نكتفي بالاستماع إلى الأغاني أو مشاهدة المسلسلات.
فهناك البرامج العلميّة والأدبيّة والثقافيّة والتربويّة والاقتصاديّة
، والبرامج الصّحيّة والسياسيّة وغير ذلك. وهذه جميعها ذات أهمّيّة
كبيرة لكل فرد منا.
كما أن
حضور الندوات الثقافية على اختلاف أنواعها، وكذلك المعارض الفنيّة
إضافة إلى الرحلات في ربوع الوطن، هي بحدّ ذاتها قراءة. فنحن نقرأ
أفكار الآخرين وزبدة إنتاجهم، تماماً كما نقرأ الطبيعة ونتأمّل ما
خطّتها أصابعُ الخالق العظيم في هذا الكون.
إن حثّ
وتشجيع الطلبة على المطالعة الحرّة، وإتاحة الفرصة لهم لذلك، لهو من
أفضل الأنشطة اللاصفيّة، لأنه يملأ الثغرات التي لم يتمكّن واضعو
ومطوّرو المناهج من ملئها، ألا وهي تلبية حاجات وميول ورغبات الطلبة
على اختلاف أمزجتهم وأذواقهم. كما أنها تساعدهم على صقل شخصياتهم بحيث
يكونون قادرين على مواكبة العصر بثقة وجرأة.