والمعلم
الذكي، يُدرك أن هناك فروقاً فرديّة بين التلاميذ. فهو لذلك ينوّع في
الأنشطة والوسائل التي تُتيح لكل واحد منهم القدرة على الفهم والمشاركة
الفعّالة، أسوة بغيره من التلاميذ. وبهذا يعمّق لديهم الثقة بالنفس،
والتمتع بالروح المعنوية العالية، التي تُقوّي لديهم الدافعيّة للتعلم.
وهو
كذلك يُدرك أن هؤلاء التلاميذ الذين يجلسون أمامه في الصف، لن يكونوا
نسخاً عنه أو عن أشخاص في ذهنه... فمنهم من سيصبح طبيباً أو نجاراً أو
مهندساً أو مزارعاً أو ممثلاً...أو... أو... إلى غير ذلك من المهن التي
يحتاجها المجتمع. لذا، فهو يُتيح لكل واحد منهم التقدّم، خاصّة في
المجال الذي يتقنه.
وهو
كذلك يُتيح لهؤلاء التلاميذ، الحرية في التفكير والتعبير، وممارسة
القيم الإيجابية كالجرأة الأدبية، والصدق والأمانة والإخلاص في العمل
والنظافة، وحبّ الخير والجمال.. إلى غير ذلك. فهذه جميعها تُعتبر جزءاً
من المنهاج والأسلوب والطريقة المثلى لممارسة الديمقراطية.
وهو
كذلك يُتيح لتلاميذه فرصة الإبداع والخلق فيما يكتبون أو يرسمون. وينمي
فيهم روح الإيثار، وحب الوطن. ويصقل مواهبهم، ويرتقي بأحاسيسهم
وأذواقهم، ليشعروا بالجمال، ويُقدّروا الفن، ويبتعدوا عن الانغماس في
المظاهر الماديّة.
والديمقراطية تبدأ بالبيت. حين يُشارك جميع أفراد الأسرة بالنقاش
اليومي، وحلّ المشكلات الأسرية، والتعاون التام فيما بينهم.
والطفل
الذي يعيش في جوّ ديمقراطيّ في البيت، ثم في غرفة الصفّ، يسهل عليه
الاندماج مستقبلاً في المجتمع الديمقراطيّ سواء كان ذلك من خلال العمل،
أو النشاط المجتمعي أو السياسي، إلى أن يصل إلى مراكز القيادة وصنع
القرار.
والله
سبحانه عمّق مفهوم الديمقراطيّة في الكثير من الآيات الكريمة، خاصة
"
وأمرهم شورى بينهم" صدق الله العظيم.
رجوع