أطفال الهند والبريد
الإلكتروني
وفي مَعْرِض إجاباته على أسئلة مندوب المجلة قال : يستطيع الأطفال
المحبون للاستطلاع تعليم أنفسهم (بأنفسهم) في مجموعات وتعلم أساسيات
الكمبيوتر ، واكتساب فكرة جيدة عن طبيعة التصفح والإنترنت . وإذا رأوا
أن هذا أو ذاك يستحق التعلّم تعلّموه (بأنفسهم) فلا يلزم وجود بنية
تحتية لتعليمه لهم
.
كانت
هذه النتيجة أشبه بصفقة ضخمة لأن كل راشد يوافق على حاجة الأطفال
لتعلّم أبجدية الكمبيوتر ، وأنهم يستطيعون تعلّمها دون تعليم نظامي .
ومن ثم فإن أي تعليم نظامي من هذا المستوى إهدار للوقت والمال ، اللذين
يمكن استخدامهما لتعليم المعلمين والمعلمات شيئاً آخر لا يستطيع
الأطفال تعلّمه بأنفسهم . وهكذا نرى أنه كلما قلّل المعلمون
والمعلمات تدخلهم وأفسحوا المجال للإطفال للوصول إلى الإنترنت زادت
فعاليتهم مائة مرة أو ألف .
ولحل مشكلة
اللغة الإنجليزية – أضاف د. ميترا - : رتبت أو أنشأت طرفاً (Interface)
هندياً للأطفال يتيح لهم الدخول على مواقع الشبكة بلغتهم ، لكنهم
سراعان ما تخلوا عنه إلى مكتشف الإنترنت (Internet
Explorer)
فأدركت أن الأطفال وإن كانوا لا يعرفون المعنى القاموسي لكلمات اللغة
الإنجليزية إلا أنهم يفهمونها إجرائياً . إنهم يعرفون ما تقوم به هذه
الكلمة أو تلك في الكمبيوتر . نعم ، إنهم لا يعرفون لفظها الصحيح
ولكنهم يعرفون أنهم يملكون خيارات لفتح الملفات وإغلاقها بوساطتها . إن
كون الإنترنت بالإنجليزية لا يمنعهم من الوصول إليها ، إنهم يخترعون
مصطلحاتهم .
وعندما
سأله مندوب المجلة فيما إذا كان مزيد من المحتوى الهندي سيظهر على
الإنترنت ، أجاب : المسألة ليست فيما يمكن أن تعمله الإنترنت للهند
، بل فيما ستعمله الهند للإنترنت . إذا تم وصل الريف الهندي بالإنترنت
فسيتدفق عليه طوفان من البائعين الذي يخاطبونه بلغته الهندية .
وأضاف :
هناك تجربة أخرى تؤرقني ، فهؤلاء الأطفال لا يعرفون [بعد] البريد
الإلكتروني . وإذا عرفوه فإنني لا أستطيع تخيل ما يمكن أن يحدث . سوف
أحاول معرفة ذلك على كل حال . لكنني خائف فعندئذٍ لن يستطيع أحد أن
يلحِّق عليهم .
وفي تعليقه
على تعلّم اليافعين أو الكبار (Adults)
قال : إنهم يرتبكون إذا وضعتهم أمام أي تقنية جديدة : ما هدف هذه
التقنية بحق الله ؟ لماذا لا يوجد أحد هنا يساعدنا ؟ كيف نستخدمها ؟
إنني لا أعتقد بأنه في الوقت الذي يبلغ فيه الواحد منا السادسة عشرة من
العمر فإنه يتعلّم طلب المعلمين لأنه يتعلم أنه لا يستطيع التعلّم
لوحده أي بدونهم.
رجوع