وترتبط
شدة حساسية الشاب من الناحية الانفعالية بعدم قدرته على التلاؤم بيسر
وسهولة وعلى الأخص عندما لا توفر البيئة المحيطة مطالب نموه التي يسعى
جاهداً إلى تحقيقها.
ومن مطالب نمو الشباب:
أن
يكون علاقات أكثر نضجاً مع أقرانه.
أن يقوم
بدور اجتماعي مقبول يتفق مع جنسه.
أن يتقبل
تكوينه الجسمي وأن يتمكن من استخدامه بكفاية.
أن
يصل إلى مرحلة من الاستقلال الانفعالي عن الأبوين وغيرهم من الكبار.
أن يصل إلى
استقرار اقتصادي مضمون.
أن يختار
إحدى المهن وأن يتدرب عليها.
أن يستعد
للزواج والحياة العائلية.
أن ينمي
مهاراته العقلية ويكون أفكاراً تتصل بحياته كمواطن.
أن يقوم
بعمل يتحمل فيه مسئوليته الاجتماعية.
أن يكتسب
مجموعة من القيم الخلقية تكون دليلاً له في سلوكه.
إن كل
من يساعد الشباب على تحقيق هذه المطالب يؤثر في مجرى نموه إذ يفتح
آفاقاً جديدة للشباب والتقدم في اتجاه الرشد، في حين أن كل فشل يواجهه
في تحقيق هذه المطالب يجعله يشعر بالتعاسة والقلق والاضطراب.
إن أبرز
ما يهم الشباب هو أن يصل إلى جواب محدد يساعده على اكتساب هويته. وهو
أن يجيب على تساؤله الذي يلح عليه وهو من أنا؟ وماذا أريد أن أكون؟
إن
الإجابة على هذه التساؤلات تقتضي من الشباب أن تكون له شخصية متميزة عن
الآخرين من جهة، ولكنه يشترك مع الآخرين في كثير من القيم والمعايير
السلوكية التي تساعده على تحقيق التفاعل مع الآخرين. وأن اكتساب
الهوية يتوقف إلى حد بعيد على مستوى حضارة المجتمع الذي يعيش فيه الشاب
فكلما كانت الحضارة أكثر تعقيداً كان اكتساب الهوية أشد صعوبة. لن
كثرة الخيارات وتنوع القيم السائدة تجعل الشاب في حالة من الحيرة في
تحديد هويته الذاتية.
ففي
المجتمع البدائي يكون الأمر يسيراً لأن الأدوار الاجتماعية التي يلعبها
الراشدون محدودة وبالتالي فإن الشاب يمكنه بسهولة أن يختار من بينها.
ومن
العوامل التي تؤثر في تحديد هوية الشاب، القواعد الخلفية والقيم التي
يؤمن بها. فالشاب بطبيعة الحال يبحث عن القيم والمثل العليا في هذه
المرحلة من العمر، لن النمو المعرفي يساعد الشاب على أن يدرك القضايا
الأخلاقية والسعي لاعتناقها والالتزام بها. لذلك فإن الشعور بالهوية
يتأثر بالقيم والمثل العليا التي يؤمن بها.
ولا شك
أن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وما جاء به من قيم ومثل عليا تعتبر
مصدراً مهماً من مصادر التكوين الخلقي والقيمي في المجتمعات الإسلامية.
رجوع