الاعتماد على الآخرين
أكدت الممارسات السياسية أن مستويات مختلفة من الحكومة تعتمد اعتماداً
كبيراً إحداهما على الأخرى وفقاً لمصالحها التنافسية . وكذلك يعتمد
الإداريون ذوو المراتب العليا في المنظمات التعليمية على الآخرين من
أجل خلق التغيير . فبالاعتماد المشترك يتوقف نجاح المدير في المنظومة
التربوية . إذ أن استراتيجيات التغير الهرمي لتعزيز الآخرين أصبحت غير
مفيدة . لذلك فإن الاستراتيجيات الجديدة تبنى وبدرجة أكبر على افتراض
الاعتماد المشترك . وأن الإداريين بحاجة إلى إيجاد طرق أفضل لربط
المعلمين والكوادر من الأعضاء الآخرين للوصول إلى حل النزاعات والتضارب
في المصالح من خلال المشاركة ، وحتى لو لم يكونوا بحاجة إلى ذلك
فالإداري بحاجة إلى الاعتماد على الآخرين من أجل قيادة فاعلة . لأنه عن
طريق المشاركة في السلطة وطلب المساعدة من الآخرين بإمكانهم الحصول على
أفضل النتائج المتاحة من الموارد في المنظمة . ومع ذلك ، فإن درجة
الاعتمادية يكاد يندر وجودها بين الإداريين في المستوى الإداري الأعلى
، لأنهم لا يريدون أن يظهروا ضعفاء أمام الآخرين ، والعكس هو الصحيح
فحين تتم المشاركة بالسلطة ضمن المنظمة ويتحمل مختلف الأعضاء مسؤولية
القيادة ، فهذا غالباً ما يؤدي إلى تقوية المركز القيادي .
المرونة في التعامل
إن بعداً هاماً في القيادة التربوية يتمثل فيما يسميه (جون ديوي) مواقف
المشكلة ، فالمشاكل تتخذ أنماطاً مختلفة، مثل استمرار انخفاض علامات
الطالب في الامتحان وضعف المعلم أو بسبب تذمر أعضاء الكلية لعدم توفر
الموارد . فهذه الحالات يواجهها المدير يومياً . وعلى الأغلب ، فإن
مشكلة المدير هي ليست في حل المشاكل إنما في مساعدة الآخرين في تحديد
المشاكل وحلها .
ويتمثل التحدي في أن يكون القائد سريع الاستجابة في تطوير معنى
المسؤولية لدى الآخرين . وهذا يتضمن تشجيع الزملاء ودعمهم عند
إخفاقهم
والعمل الجاد لجعل الآخرين ناجحين في عملهم
وإكسابهم الثقة . فعند تبني
مفهوم "دع الأمر يمر" يجب على الإداريين أن يتجاهلوا أموراً يؤمنون
بأنها لا ينبغي أن تهمل واتخاذ قرارات في مجالات تحتاج إلى تركيز
وانتباه كبيرين . فالقائد المتفهم له – دائماً – أولويات للقيام بها
لاستغلال الوقت والموارد التنظيمية .
رجوع